زار المشير السيسي أمس اليونان و قبرص و عقد اجتماعات مع قادة البلدين و رجال الأعمال فيهما وعقد عدد من الاتفاقات، وأيا كانت الشعارات المعلنة بشأن أهداف و فوائد هذه الزيارة و تلك الاتفاقات فقد قفزت في عقلي خواطر مهمة بشأن هذا النشاط للسيسي بهاتين الدولتين لا سيما و أن عقلي أصر على ربطها برسالة التأييد التي أرسلها منذ أيام للعبادي رئيس وزراء العراق الشيعي و قبلها زيارة وزير من نظام الأسد لمصر (ربما زيارة سرية ).
أول خاطرة هي أنها عندما يطمح السيسي و يسعى لأن يضغط عل تركيا و يحاصرها فإنه يذكرني بالإسلاميين من غير جماعة الإخوان حيث أن مواردهم هزيلة و في نفس الوقت يعلنون شعارات أكبر من قدراتهم و يظلون يلهثون خلفها بلا أي تأهل و تطوير حقيقي لمواردهم كي تتناسب مع هذه الشعارات الرنانة و يشغلون أنفسهم بهذا النشاط الذي لا جدوى منه بلا موارد حقيقية مناسبة.. بينما الاولى بهم أن يخطو الخطوة الأولى وهي تحصيل و بناء الموارد الحقيقية الكافية لتحويل الشعارات و النداءات الى استراتيجيات حقيقية لها تكتيكات او أساليب مناسبة.
لاحظوا ناتج مصر السنوي للعام المالي 2014-2015 (286 مليار دولار) لا يعدو خمس ناتج تركيا (1250 مليار دولار).. و ذلك بحسب احصائيات البنك الدولي.
لاحظوا ناتج مصر السنوي للعام المالي 2014-2015 (286 مليار دولار) لا يعدو خمس ناتج تركيا (1250 مليار دولار).. و ذلك بحسب احصائيات البنك الدولي.
و ثاني خاطرة هي أنه لما السيسي يتحالف مع دولة مفلسة و مديونة هي اليونان و دويلة لا ذكر لها تحتل تركيا نصفها و هي قبرص و يتعاطف مع دولة منهارة اقتصاديا و متورطة في صراعات تستنزفها في خمس دول أخرى هي ايران و يتضامن مع دولة رابعة ممزقة لثلاثة دول و محتلة و هي العراق وكل هذا من اجل التصدي للمحور التركي القطري فهذا يذكرني بتحالفات الكيانات الإسلامية الصغيرة منذ فترة عندما كانوا يقولون تحالف 15 حركة و ائتلاف و حزب إسلامي سيعمل كذا و كذا ثم تبحث فتجد كيانات يعد أعضاء كل منها بالمئات او حتى بالعشرات و يريدون أن يناطحوا الإخوان الذين يملكون سلسلة منظمات و جمعيات و مؤسسات يقدر مجموعها مجتمعة بملايين الأعضاء و ثرواتها بمليارات الدولارات.. كلا الحالتين تعبران عن فقر في الفكر و استعجال في النفس كفيلان بالفشل و الهزيمة.
لكن طبعا قياس الاخوان مع المحور التركي/القطري هو قياس مع الفارق لإن الإخوان ككيان هو كيان جيد لكن الرأس غير جيدة بالمرة بينما المحور التركي ككيان و كرأس شغال صح لحد ما.
لكن طبعا قياس الاخوان مع المحور التركي/القطري هو قياس مع الفارق لإن الإخوان ككيان هو كيان جيد لكن الرأس غير جيدة بالمرة بينما المحور التركي ككيان و كرأس شغال صح لحد ما.