الحرب العالمية الساخنة ضد الحركات الاسلامية السنية

بقلم عبد المنعم منيب | 24 أبريل, 2015
صورة أرشيفية لقتلى فض اعتصام رابعة العدوية
صورة أرشيفية لقتلى فض اعتصام رابعة العدوية

ما حولنا في الواقع المحلي أو الاقليمي أو الدولي هو معادلات تحكمها توازنات القوى ، و كي نغير فيها يلزمنا موارد كي نتحول أولا لرقم مهم في المعادلات و في مرحلة تالية نكبر رقمنا و نغير المعادلات هذه لصالحنا ، و هذا يصدق حتى على المعادلات داخل فصائل و تيارات الحركة الاسلامية فيما بينها و بين بعضها البعض.
الموارد اللازمة لتغيير الرقم في المعادلة تشمل :
الانسان كما و نوعا.
العلم و ما يعنيه من كفاءات و مهارات و خبرات.
المال.
الزمن.
الجغرافيا أو المكان.
بدون هذه الموارد لا يمكن تكبير رقمنا في أي معادلة.
و لو كانت مواردنا قليلة فيمكن تكبيرها بأساليب عدة منها:
زيادة الجهد
زيادة المشاركة بيننا و بين بعضنا و بيننا و بين غيرنا.
التحالفات.
التنمية في الاقتصاد و العلم و الانسان.
شراء الزمن عبر الاسراع بغير تهور و عبر الاقتصاد في الوقت و عبر الصبر حتى ينضج الأمر زمنيا.
شراء الجغرافيا.

***

لا تدع الأحداث توظفك بل انظر للاحداث لبرهة و تأملها جيدا ثم حدد كيف توظفها انت و تمتطيها لتحقق بها غايتك أنت ثم امتطيها و انطلق.. هذا اذ لم تتمكن أنت من صنع الأحداث كما تريد ابتداء.

***

امتلاك رصيد من الاوراق السياسية هو من يسمح ويساعدك على استثمار الاحداث فسوق السياسة شبيه بسوق الاقتصاد التاجر الكبير يستفيد من تقلبات السوق بشكل كبير أذا رخصت البضاعة اشترى بابخس الاثمان وخزنها واذا غلت باع بأعلى الاثمان لكن التاجر الصغير يمكنه استغلال تقلب السوق ليخطو خطوات نحو الأمام و يصعد بعضا من درجات سلم الصعود لمصاف الكبار رويدا رويدا مع كل تقلب جديد .. و كما قال العلماء فاذا سقط واجب ما للعجز لم يسقط واجب ازالة هذا العجز و السعي للتأهل للقيام بالواجب الذي عجز عنه.

***

حد فاكر لما كنا ننتقد توجه داعش للاستيلاء على عين العرب كوباني و لما نقلنا عن اخوة سوريين قولهم لو داعش خصصت نصف الامكانات التي خصصتها لكوباني لتحرير حلب لحررتها ..فاكرين وقتها اتشتمنا و سودت الصفحات ضد الرويبضات اللي مش فاهمين الاستراتيجيات العميقة التي تسير عليها الدولة الاسلامية .. الخ أين اليوم كوباني بل أين تكريت؟؟
حد فاكر لما انتقدنا ما سمي بانتفاضة الشباب المسلم التي دعت لها وقتها الجبهة السلفية و برضه قيل وقتها أنها ستفعل الأفاعيل بالانقلاب و نفينا نحن هذا لعدم توفرشروطه و انتقدونا و سخروا منا و مرت بلا نتيجة و لا فائدة!!
حد فاكر ما قيل عما سيحدث من اطاحة بالانقلاب يوم 25 يناير الفائت (2015) و قلنا قبلها لا شئ سيحدث و أيضا انتقدونا و سخروا منا!!!
الشاهد من الموضوع أن الرؤية المتعجلة و عدم التبصر بشكل كافي لن يحل شيئا و ستمر الأيام دون ان ننجز شيئا .. فعلينا بالدراسة و التبصر و عدم التعجل فالتعجل بلا تحقيق الشروط اللازمة لن يتجز شيئا ..و أول درس يجب التبصر به هو ألا ننسى .. و أن نحتفظ بذاكرة فعالة تستظهر الماضي القريب و البعيد على حد سواء لأن التاريخ هو ذاكرة الأمة و لا يمكن لأمة أن تفكر و هي فاقدة لذاكرتها.

***

هناك حرب عالمية ساخنة الآن ضد الحركة الاسلامية بكل تياراتها و فصائلها، وجود دولة اسلامية حقيقية (غير طائفية و غير مغالية و غير مترخصة الترخص الجافي و غير مفرطة في الانضباط بالشرع) ممكنة تمكينا حقيقيا هو ما سيقلب موازين الحرب .. و غير هذا فلا شئ الا أن يشاء الله شيئا.. حل مشكلة الحركة الاسلامية في مصر سيفيد جدا و يغير كثيرا من الموازين .. لكن لب المشكلة المصرية هو في أن ادراك الاخوان (و هم من يقودون المشهد في جانب الحركة الاسلامية) و من يؤيدهم لواقع الناس خاطئ ، فالناس واعون لكن منهم المعادي للحركة الاسلامية و منهم غير الواثق فيها لسبب أو لآخر و هذا الواقع لا يفهمه أكثر الاسلاميين فضلا عن أن يحددوا الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا الواقع.. فمعركة الوعي المطلوبة هي بقلب الحركة الاسلامية التي لم ترتفع لمستوى التحديات بعد فلم تدرك الواقع بشكل صحيح فضلا عن أن تحدد التكتيكات الصحيحة للتعامل معه .. المعركة الحقيقية التي ستحسم نتيجة الحرب العالمية الحالية ضد الحركة الاسلامية هي معركة تطوير الحركة الاسلامية السنية نفسها لترتفع لمستوى مكافئ لحجم و مستوى التحديات الراهنة، قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ" و قال تعالى "ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" وقال سبحانه "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".