ناجح ابراهيم و الجماعة الاسلامية في طورها الجديد

بقلم عبد المنعم منيب | 24 يونيو, 2009
ناجح ابراهيم
ناجح ابراهيم

الدكتور ناجح ابراهيم ليس أمير الجماعة الاسلامية و لا هو أقوى شخصياتها في مجلس قيادتها المعروف اعلاميا باسم مجلس الشورى أو القادة التاريخيين, و رغم ذلك فهو أشهر قادة الجماعة على المستوى الاعلامي و هو أبرزهم من حيث الحضور الاعلامي عبر الكتابة أو اجراء حوارات معه من قبل العديد من مواقع الانترنت الشهيرة مثل اسلام أون لاين و اسلام تودي و مفكرة اسلام و غيرها.
"ناجح ابراهيم عبدالله سيد" طبيب سابق بالوحدة الصحية بقرية "دشلوط" التابعة لمركز "ديروط" الذي ولد ونشأ فيه ناجح إلى أن تخرج من كلية الطب بجامعة أسيوط.
كان ناجح ابراهيم أحد مؤسسي الجماعة الاسلامية بجامعة أسيوط عام 1974 بجانب صلاح هاشم و أسامة حافظ و أبو العلا ماضي و محي عيسى (طلاب كلية الهندسة بجامعة أسيوط) و كرم زهدي (طالب المعهد التعاوني بأسيوط), و كانت هذه الجماعة وقتها ليس لها لون فكري مميز فهم كانوا يحبون الدعوة الاسلامية و يحبون كل رموزها من مختلف الاتجاهات و يدعونهم لالقاء المحاضرات في الجامعة عبر الندوات التي كانت تقيمها الجماعة الاسلامية بجامعة أسيوط و محيطها, فكانوا يدعون علماء جماعة أنصار السنة أمثال الشيخ مصطفى درويش, و دعاة السلفية أمثال أسامة عبدالعظيم و رموز الاخوان المسلمين أمثال عمر التلمساني و مصطفى مشهور و الشيخ محمد الغزالي, و الدعاة المستقلين أمثال المشايخ كشك و المحلاوي و حافظ سلامة, لكن في عام 1978 نشط الاخوان في ضم قادة الطلاب الاسلاميين بكافة جامعات مصر فوافق من قادة جامعة أسيوط أبوالعلا ماضي و محي عيسى بينما رفض الانضمام لجماعة الاخوان المسلمين كل من ناجح ابراهيم و صلاح هاشم و كرم زهدي و أسامة حافظ, في هذه الفترة كان صلاح هاشم أمير الجماعة الاسلامية قد تخرج من الجامعة و بالتالي حل محله في القيادة آخر و كان هذا الآخر هو ناجح ابراهيم.
لم يكن ناجح ابراهيم في يوم من الأيام هو الأقوى في مجلس قيادة الجماعة الاسلامية بينما كان في أكثر الأوقات واجهة لهذه القيادة, لقد كان كرم زهدي دائما و مازال هو الرجل الأقوى في الجماعة الاسلامية بغض النظر عن منصبه التنظيمي, و لذلك كله أسبابه المتعلقة بشخصية كل من الرجلين و طبيعة تكوين تنظيم "الجماعة الاسلامية".
فناجح ابراهيم عرف دائما باللين و دماثة الخلق في المعاملات الشخصية لدى الأعداء و الأصدقاء على حد سواء, أما كرم زهدي فقد غطي حماسه الشديد و ما نتج عنه من ميل شديد للعنف (طبعا قبل مبادرة وقف العنف عام 1997) على ما لديه من مهارات في مجال العلاقات العامة, و من ثم احتاجت الجماعة دائما ناجح كي تبيض به صورتها في مجال العلاقات العامة بينما ظل –و مازال- كرم زهدي الممسك الوحيد بدفة القيادة في هذه الجماعة.
و لكن لماذا يتصدر ناجح الآن المشهد بعدما أذهبت سنوات الشيخوخة الحماس المنفلت لدى كرم زهدي و برزت مهاراته في العلاقات العامة؟
في الواقع أن كرم رجل له دهائه السياسي في ادارة الصراعات و الخلافات داخل قيادة الجماعة و هو رجل عمل و ليس رجل فكر و بالتالي فعمله في هذه المرحلة لا يحتاج لبروز اعلامي, بينما الجماعة محتاجة لرجل يتسم بالبساطة و كثرة الكلام و الكتابة للاعلام مع قدرة فكرية على ذلك لأن المرحلة الحالية بالنسبة للجماعة هي مرحلة ترويج فكرها الجديد و ترسيخ وجودها الجديد في الساحة, فضلا عن أن نجاح "ناجح ابراهيم" في احتواء عدد ضخم من أعضاء الجماعة الاسلامية في الفكر الجديد أثناء اقامته في سجن دمنهور و تأليفه العديد من الكتب لشرح فكر الجماعة الجديد قد زكى هذا الرجل لدى الأجهزة الأمنية ليحوز بذلك موافقتهم على أن يتولى رئاسة تحرير الموقع الرسمي للجماعة على الانترنت. 
و لكن ما الذي أرادته الأجهزة الأمنية من ناجح و من الجماعة الاسلامية؟ و ماذا حققت رئاسة ناجح للموقع الرسمي للجماعة الاسلامية على الانترنت؟ و ماذا حقق ناجح من حضوره الاعلامي؟
قادة الجماعة الاسلامية نفوا دائما أن أجهزة الأمن تحركهم, و أكدوا دائما على أن نشاطهم الاعلامي و كتاباتهم و موقعهم على الانترنت لا يراد بها إلا وجه الله ثم الوطن, و أنهم لا مغنم لهم و لا مطمع من جراء مواقفهم السياسية و الفكرية, و أعلنوا أن دافعهم الوحيد لهذا التغير الفكري و المواقف السياسية الجديدة هو خبراتهم الواسعة التي حققوها بالتجربة و الخطأ مع اشفاقهم على حال الحركة الاسلامية.
لكن هل هذه هي حقيقة دوافعهم؟
في الحقيقة فإن البيانات الرسمية للجماعة الاسلامية و المقالات التي تنشرها في موقعها على الانترنت و مواقف قادتها المعلنة كلها تصب في صالح الدعوة لابعاد الحركة الاسلامية عن العمل السياسي و ترك كل ما يتعلق بالسياسة للنظم الحاكمة سواء في مصر أو في أي مكان من العالم, و حتى الدعوة للدين التي دعوا الحركات الاسلامية للانشغال بها عن السياسة هي حسب فكرهم المنشور لابد ان تكون بموافقة النظام الحاكم ولذلك ناشدو النظام بأن يمنح الحركة الاسلامية هذه الموافقة, و كما يقال إذا أردت أن تعرف الجاني فابحث عن المستفيد, و المستفيد طبعا من هذه الدعوات هى الأنظمة الحاكمة, هذا إذا استجيب لها, و هنا ستبرز فكرة أن أجهزة الحكم هي محرك هذه الجماعة لتنتفع بها, و لكن كل الحركات الاسلامية في مصر و خارج مصر رفضت دعوات الجماعة الاسلامية فماذا عساه أن يكون دورها القادم؟ 
الفكرة الشائعة بين منتقدي الجماعة الاسلامية و كذلك بين العديد من المراقبين المهتمين بالحركات الاسلامية هي أن الجماعة الاسلامية تحركها أجهزة النظام الحاكم من أجل اضعاف الحركات الاسلامية المشتغلة بالسياسة و أكبرها و أهمها في مصر الاخوان المسلمين, و أنكر قادة الجماعة الاسلامية دائما ذلك, و لكن في انتخابات نقابة المحامين الأخيرة ترشحت مجموعة من محامي الجماعة الاسلامية في قائمة خاصة بهم منافسين في ذلك بشكل أساسي قائمة الاخوان المسلمين التي ظلت الممثل الوحيد للتيار الاسلامي بكل أطيافه منذ عقود في جميع النقابات المهنية المصرية, أليست هذه بروفة لمنافسة الجماعة الاسلامية للاخوان و السعي لتقسيم أصوات الاسلاميين في انتخابات أخرى سواء في نقابات أخرى أم انتخابات اتحادات الطلبة أم المحليات أو حتى في انتخابات مجلس الشعب, و ما تجربة عشرات الأحزاب الاسلامية في ضربها لبعضها البعض في الانتخابات الجزائرية عنا ببعيد.
و إذا سلمنا بذلك فمتى تندلع شرارة نشاط الجماعة الاسلامية في مواجهة الاخوان المسلمين و في مواجهة كل من يتكلم في السياسة من الاسلاميين؟
نشاط الجماعة الاسلامية في هذا المجال مقتصر حتى الآن على الاعلام, و دون نشاط حركي ذا بال باستثناء ما جرى في انتخابات نقابة المحامين الأخيرة, و لكن لعب أجهزة الحكم بورقة الجماعة الاسلامية على المستوى العملي و الحركي لم يأت أوانه بعد, و من هنا فإن ناجح ابراهيم هو رأس حربة الجماعة الاسلامية في هذه المرحلة.
و لكن لماذا لم يأت أوان العمل الحركي للجماعة الاسلامية؟
لأن الجماعة فقدت معظم أعضائها و تحتاج تجديد دمائها لتعمل من جديد و هذا يحتاج أوضاع سياسية أخرى لم يقرر النظام السماح بها بعد.
إذن متى يسمح بها؟
ربما ذلك يحدث في طور نقل السلطة في اطار عملية توريث الحكم لجمال مبارك, و ذلك لأن جزء من الترويج لجمال مبارك هو أنه رجل مدني بعيد عن المؤسسة العسكرية و ديمقراطي منفتح مما يستلزم أن يستهل حكمه بشئ من الانفتاح السياسي المحكوم بأنصار سياسيين لهم قدرة على العمل الشعبي لتفتيت المعارضة بأساليب تبدو شكليا و كأنها أساليب ديمقراطية, و يتأكد هذا السيناريو المحتمل إذا لاحظنا أن الجهاز الأمني الذي أخذ بيد الجماعة الاسلامية للطريق الجديد هو نفسه المؤيد لتوريث جمال مبارك الحكم, و إذا تذكرنا ان قادة الجماعة الاسلامية يؤيدون فكرة توريث الحكم في التاريخ الاسلامي أصلا و بصفة عامة ومنذ عشرين سنة في السجون كانوا يعطون دروسا في فضائل الحجاج بن يوسف الثقفي و يزيد بن معاوية بن أبي سفيان فإن هذا حتما سيقودنا لمعرفة الموقف الحقيقي للجماعة من توريث الحكم لجمال مبارك. 
و إذا كان هذا هو الدور الذي ستلعبه الجماعة الاسلامية و في قلب هجومها ناجح ابراهيم فهل ستنجح الجماعة في ذلك و هل يحوز ناجح ثقة الشباب؟
للاجابة على هذا السؤال لابد لنا من جولة في عقول شباب الحركة الاسلامية بتياراتها الرئيسية الاخواني و الجهادي.
يقول أحد المتعاطفين مع منظمة القاعدة في أحد المنتديات الاسلامية تعليقا على تصريحات للدكتور ناجح ابراهيم:
الكل يعرف انحراف الجماعة الإسلامية عن الخط الجهادي فضلا عن الخط السلفي, ولكن المصيبة التصريحات التي تصدر منهم بين الحين والأخر ففي خبر على موقع جريدة المصريون جاء في الخبر:
" كشف الدكتور ناجح إبراهيم عن أن الجيش الباكستاني نجح الأيام الماضية في الوصول إلى المكان الذي يقيم فيه الدكتور أيمن الظواهري ...." ثم يعلق من اسمى نفسه بقاعدة الكنانة قائلا: هذه معلومات أستخباراتية الهدف منها إحباط للروح المعنوية لأتباع القاعدة .. لمصلحة من!!
و يستمر قاعدة الكنانة في انتقاد ناجح ابراهيم فيقول: سبحان الله من المرجفين, ماذا حدث لك يا ناجح؟ تفرح لمحاولة أمريكا الوصول إلى الظواهري, فهل الإختلاف في بعض الأحكام يجعلك تفرح بمحاولة القبض عليه أم هي العمالة يا ناجح؟ ثم يختم هذا المعلق كلامه بقوله: "فليفرح الأمن المصري بك وليفرح أسيادك امريكا وحلفاءها"

و على موقع آخر على الانترنت يقول كاتب شاب ذو ميول اخوانية: خرج قيادي بالجماعة الاسلامية ممن يوصفون بالتاريخيين هو ناجح إبراهيم ليعلن على الملأ أنه بعد سنوات من – لا مؤاخذة – القراءة والتمحيص والتفعيص في بطون الكتب – التي كان الأمن يدخلها له أثناء السجن بينما إخوانه يعذبون في الزنازين المجاورة له- اكتشف أن معاهدة كامب ديفيد ميت فل وحلاوة على الآخر وأنها كانت أفضل الحلول المتاحة ..
لو سكت السيد ناجح الفاشل في كل مشروعاته للزعامة بدءا من قتل الأبرياء وحتى تمثيل دور المفكر عند حد أنه – هو – رأى أن كامب ديفيد ميت فل وحلاوة على الآخر ، لكان خيرا له .. لكن أن يسول له (....)، ويسوغ له تطرفه الفاقع حتى وهو يرتمي في أحضان النظام أن كامب ديفيد بالصيغة التي أبرمت بها هي أفضل ما كان متاحا أمام مصر .. فذلك هو ما لايجب أن يسكت أمامه شرفاء مصر ..
و يضيف الكاتب: لن أطالب السيد ناجح بأن يتقى الله تعالى مثلما فعل بعض الذين علقوا على مقاله على موقع الجماعة ،لأن الرجل يبدو أنه راجع نفسه هو وزملاؤه السادة اللواءات قيادات الجماعة الآخرين واكتشفوا مفهوما آخر للتقوى ، تطاولوا بموجبه على قيم إسلامية ورموز دعوية مثل الشهيد سيد قطب وغيره من رموز الدعوة الذين يمقتهم النظام ..
ثم يختم كلامه بقوله: أنا لا أتكلم من منطلق ديني أو شرعي فالأمر له أهله .. لكني أتكلم من زاوية وطنية بحتة خاصة وأن سيادة العميد ناجح إبراهيم نفى عن كامب ديفيد أن تكون مسئولة عن أي من السلبيات التي ضربت مصر ..

و قد علق العديد من شباب الجماعة الاسلامية على رأي ناجح في كامب ديفيد فجاء أبرز ما قاله معارضوه على النحو التالي: فى تعليق بعنوان "اتق الله" من ابن من ابناءالجماعة قال: إن الجماعة الإسلامية لم تقل يوما إن الصلح مع إسرائيل لا يجوز على إطلاقه إنما بالشكل الذى تم به فى كامب ديفيد.
وتساءل: هل حققت تلك الاتفاقية مصلحة الإسلام أم مصلحة النظام؟ وهل أصبحت أوضاع الشعب المصرى أفضل الآن أم منذ 30 عاما قبل توقيعها؟ وتساءل أيضاً حول صحة وموضوعية المقارنة بين صلاح الدين والعز بن عبد السلام والسادات.
أما عبد الله المصرى فرفض المقارنة بين صلح الحديبية وكامب ديفيد وقال هذه المقارنة غير مستساغة شرعا؛ً فصلح الحديبية نص على هدنة مؤقتة ولم ينهِ الصراع بين طرفى الصلح تماما كما حدث فى كامب ديفيد.. كما أن صلح الحديبية ألزم قريشا بعمرة آمنة للمسلمين فى مكة العام التالى.. ولكن كامب ديفيد ألزمت مصر ليس فقط بالاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود وإنكار حق الفلسطينين فى العودة وإقامة الدولة.. بل ألزمتها أيضاً بحماية إسرائيل عسكرياً وفكرياً.
واكتفى معلق آخر أطلق على نفسه أبو عيسى بكتابة حديث الرسول الذى رواه أبو هريرة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة، ثم يختم له عمله بعمل أهل النار. وإن الرجل ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار، ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة". (صحيح مسلم ) و هو بذلك يشير بوضوح لرأيه في ناجح إبراهيم شخصيا.
لكن هناك معلق آخر أسمى نفسه منصف كتب تحت عنوان
"جزاك الله خيرا يا د./ ناجح" قائلا:
"جزى الله د./ ناجح خير الجزاء على مقاله الرائع الذى يدشن طرقاً جديدة للتفكير والتعاطى مع الأحداث ووقائع التاريخ بعيداً عن البروباجندا التى تأثرت بها الحركة الإسلامية لسنوات طويلة وكان التأثير الأكبر يأتى من ناحية اليسار وأطيافه والذى استغل فترة المواجهات أحسن استغلال ليصعد على أكتاف ضحايانا بل وضحايا الوطن . وكم سعدت بالتعليقات التى أثرت الموضوع سواء اتفقت أو اختلفت بأدب واحترام ولكن ساءنى بعض التعليقات التى لم تراع أدب الخلاف ووصلت إلى درجة مسفة من الحوار وكم أتمنى من إدارة الموقع حجب تلك التعليقات التى تؤذى شعورنا وتبتعد عن أدب الخلاف . من حقنا أن نختلف ولكن ليس من حق أحد أن يعتدى على أصحاب السبق بالقول أو بالغمز واللمز . فجزى الله د./ ناجح خير الجزاء على مقاله الذى أحيه عليه وعلى طريقته فى عرضه ".
وذكر معلق آخر رمز لنفسه باسم "أبو ناجح" في تعليقه أن: موقع الجماعة أصبح يصيبه بالإحباط من المقالات المنشورة به والتى تتبرأ حسب تعبيره من كل الثوابت الفكرية للجماعة الإسلامية.
وقال محمد المصرى إن من حق الدكتور ناجح أن يتراجع عن آرائه لكن ليس من حقه أن يلبس ذلك ثوب الاسلام والفقه, وقال ساخراً أرجو ألا يتحفنا بعد ذلك بمقال مفادة أن فقه الموازنات يمكن أن يبرر لنا مشاركتنا مع أمريكا في تدمير العراق.
وعلى نفس الطريقة الساخرة قال أبو خالد (معلق آخر) إن ناجح إبراهيم سبق وكتب مقالاً مطولاً عن محاسن الرئيس جمال عبد الناصر، ثم كتب عن الرئيس السادات أنه مجتهد مقابل نقد عنيف لتنظيم القاعدة، لافتاً النظر الى أن أفكار ناجح تؤيد بالتالى قرار اعتقال الجماعة الإسلامية فى 92 والحملة الشرسة على أعضائها فى إشارة الى أن آراء ناجح تتجه الى تأييد الرئيس المصرى حسنى مبارك.
وقال محمد فى عنوان طريف لتعليقه "دكتورنا الحبيب وشعبان عبد الرحيم" إن الدكتور ناجح انتقل بأفكاره من حتمية المواجهة الى كامب ديفيد، وعلى طريقة شعبان عبدالرحيم مِن بحب حسنى مبارك حتى بكره إسرائيل.
و في منتدى اخواني على الانترنت علق العديد من الشباب على تصريحات ناجح التي دعت جميع الحركات الاسلامية لترك السياسة للحكومة و الانشغال بالدعوة فقال أحد المعلقين: حتى أنت يا .. بتاع المراجعات.
و قال آخر: نكتة 2009 ناجح إبراهيم ينصح الإخوان ... الله يرحم
و قال معلق أسمى نفسه سامي هاشم تحت عنوان "بعد الردود الجيده على المدعو (.......)"
بسبب هذا الرأي فقط خرج السيد ناجح من السجن! فهم لم يدعوه يخرج إلا بعد أن تم تدجينه تماما و أقسم الا يكون له أي شان بأي من أمور الحياة! أي يصلي و يصوم و يغلق بابه علي نفسه و يكفي غيره شره و لا مانع - بعد الإستئذان من الأمن- أن يتحدث مع صديق له عن أحكام النكاح و عذاب القبر...
السيد ناجح إبراهيم يبدوا أنه يعاني من فصام تام عن الواقع و لا ادري إن كان هذا بسبب طول فترة السجن أم بسبب غسيل المخ الذي قام به الأمن لعقله..؟ أية دولة تلك التي سوف تسمح له بالدعوة و سد الثغرات؟ ألم يدر السيد ناجح أن خطب الجمعة يحدد موضوعاتها أمن الدولة؟ و أنه إن أراد أن يلقي كلمة أو موعظة في أي زاوية صغيرة سوف يسحب من قفاه إلي ماوراء الشمس؟ إذن يتوقف العمل بالسياسة و الدعوة في آن واحد و يلتزم كل الناس بيوتهم ممسكين بالمسابح يسبحون الله و نترك الخلق للخالق! فالجبابرة و المجرمين يفسدون في الأرض و يتواطئون مع أعداء الأمة و لا ينبغي لأحد أن يعترض.. و لننس شيئا إسمه فلسطين أو قضايا أمتنا أو شرفنا فأولوا الأمر أولي به..لا أدري عن أي إسلام يتحدث هذا الرجل؟ الإسلام ليس ذلة و لا إستكانة و لا إستسلام بل عزة و كرامة و هامات مرفوعة لا تنحني إلا لخالقها..
و يختم كلامه بقوله: هذا طرح فاشل و نفس مهزومة و يأس من فعل أي شيئ و لو كان المسلمون طوال تاريخهم علي سيرة السيد ناجح لما تبقي منهم أحد و لا سيرة تذكر.. لبئس الثمن ذاك الذي دفعته مقابل الخروج يا ناجح
و تحت عنوان "لا تظن يا دكتور ناجح ان الذين تدعوا اليه هو الاسلام"
يقول ابو زياد
اولا- نحن نحسن الظن بك يا دكتور ناجح
ثانيا- يا دكتور ناجح لا تظن انه لو تفرغت للدعوة فقط دون غيرها لاتظن ان هذا هو الاسلام بل جزء من الاسلام فالذين وضعوا انفسهم فى هذا الموضع لا يستطيعون ان يتكلموا عن اكثر مصائب الامة والهموم الكبرى للامة واذا تكلموا ستراهم يتكلمون بصورة سطحية ولك فى كثير من الدعاة السلفيين المعاصرين عبرة انظر لهم هل ترى احد منهم قالوا حكم الله فيمن يغلق معبر رفح ويحاصر مليون ونصف المليون مسلم يتساقطون شهداء او جرحى بشكل شبه يومي؟ هل ترى احدا منهم قال قولته فى حكم تحويل المدنين للمحاكم العسكرية؟ هل ترى احدا منهم تكلم عن حكم اعتقال الشيوخ الصادعين بالحق؟
يا دكتور ناجح اننا كأخوان مشينا فى هذا الطريق ( طريق الدين الشامل ونحن نعرف مآلاته.. نعرف ان بين الحق والباطل صراع الى يوم القيامة وفى هذا الصراع ابتلاء وتمحيص.
نعم نسير فى هذا الطريق ونعرف ما به من شدائد ولو اردنا الراحة والحياة كباقى الناس لكان هذا سهل المنال.
ولكن كيف ذلك والرسول نفسه عندما جاء له بنى شيبان يسلمون بشرط الا يحاربوا معه قال لهم ( انه لن يقوم بهذا الدين الا من اخذه بكل جوانبه )
ثم يتسائل: هل تعرف الشيخ فوزى السعيد والشيخ نشأت المصرى والشيخ محمد عبد المقصود بالطبع نعم, ما ذنبهم ان يحالوا الى محاكمات عسكريه ويلفق ويسجنوا رغم انهم لا يشاركون فى الحياه السياسية.
و يختم كلامه برجاء: راجع نفسك استاذنا وشيخنا الكريم وإن لم تستطع ان تقول الحق فلا تنطق بالباطل.
و تحت عنوان "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" يقول معلق أخر أسمى نفسه خالد أو يوسف:
يا سيد ناجح أنت وجماعتك عبأتم في أواخر الثمانينات وأول التسعينات الشباب البريء في صعيد مصر ضد الأخوان وعلمتموهم أن بضربوا شباب الأخوان بالمطاوي والجنازير ، و رميتم الأخوان بكل نقيصة وتهمة ، وكان كل جريرة الأخوان وقتها في أعينكم أنهم يرفضون العنف الذي مارستوه ، الآن تجربتكم تمخضت عن صفر كبير وتدمير لمستقبل ألاف الشباب ، و قد أثبتت التجربة أن الآخوان كانوا علي صواب فيما ذهبوا إليه وفي مواقفهم الحالية ، وأنا أترك نيتك لمن بعلم السر والنجوي و أرجوك فقط أن تحتفظ بنصائحك أنت وجماعتك لأنفسكم وكفاكم ما فعلتموه غفر الله لي ولكم
"أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر" تحت هذا العنوان يقول أبو أنس محمد:
لاينبغى د.ناجح أن تنسينا تجاربنا المرة مع النظام ثوابت الاسلام أن هذا الدين كل كامل لاينبغى تجزأته فحال الرسول صلى الله عليه فى المدينة لم يكن يفرق بين الدعوى والسياسى فمعاهدته مع اليهود وقتاله يوم بدر لم يقل رسول الله للمسلمين عليكم بالدعوة واتركوا أمر الدولة.
وواضح أن بعض التعليقات كانت قاسية بشكل دفع مسئولي المنتدى إلى حذفها إذ قال أحد مشرفي المنتدى في نهاية التعليقات:
أحب أن أنبه بأن جميع مشاركات الأخ /... فى هذا الموضوع هى من نقله و هى تعبر عن رأى من كتبها و هناك مشاركه نقلها الأخ / .... لم ينتبه لما فيها من قلة الأدب وعدم الموضوعيه – لكن حراس هذا المنتدى تنبهوا لها و قاموا بحذفها.
و هكذا نجد صدى كلمات و كتابات ناجح و قادة الجماعة الاسلامية على شباب الاسلاميين من مختلف الاتجاهات فهل هذه الأصداء تدعو أي عاقل لتصديق أن الجماعة الاسلامية قادرة على احتواء الحركات الاسلامية على تعدد اتجاهاتها؟ أم أن الجماعة الاسلامية سيقتصر دورها على مشاغبة و عرقلة هذه الاتجاهات فقط دون أن يكون لها تأثير ذا بال في الواقع الحركي للعمل السياسي للاسلاميين؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نُشر هذا الموضوع بالعدد الأسبوعي لجريدة الدستور المصرية اليوم.