حوار مع الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية و العدالة

بقلم عبد المنعم منيب | 20 أكتوبر, 2011

د. عصام العريان من أبرز الوجوه السياسية في جماعة الاخوان المسلمين و بالتالي لم يكن غريبا أن تختاره الجماعة ليكون على رأس حزب الحرية و العدالة كنائب لرئيس الحزب ذلك الحزب الذي دخلت الجماعة به الحياة السياسية الرسمية كذراع سياسي رسمي لها،  كان لنا لقاء مع د. عصام العريان في المقر الرئيس للحزب بمنيل الروضة بالقاهرة فكان هذا الحوار الهام الذي تكلم فيه عن علاقة الاخوان المسلمين بالمجلس العسكري و بالأحزاب السياسية و بالحركات السلفية، فإلى نص الحوار:

  •  تردد أن الحزب منفصل عن الجماعة لكن تم الاعلان عن أن الجماعة هي التي ستتولى الانتخابات القادمة لعدم جاهزية الحزب فما هي طبيعة العلاقة بين الحزب و الجماعة الآن؟

- الحزب هو الذي يدير الانتخابات من كافة الجوانب سواء بإدارة العلاقات مع الأحزاب الأخرى أم مع التحالف الديمقراطي كما أن الحزب هو الذي أقام مؤتمرات لاختيار مرشحي الحزب كما أن التنافس الانتخابي هو من شأن الحزب، أما الجماعة فهي تدعم الحزب بالكفاءات و الموارد البشرية كما انها تقوم بالدعاية المباشرة و غير المباشرة لصالح الحزب و مرشحيه.

  •  بدأت الحراسة ترتفع عن النقابات المهنية و سيتم استئناف العمل النقابي ، فهل النشاط النقابي للإخوان المسلمين سيتبع الجماعة أم الحزب؟

- النشاط النقابي حتى الآن مازال تابعا للجماعة و لكن بعد استكمال هياكل الحزب أظن أنه سيتم نقل تبعية العمل النقابي للحزب لأنه مكمل للنشاط السياسي ، و أظن أن المحليات تم حسمها أنها تابعة الحزب و الدور سيأتي على النقابات.  

  • ما هي طبيعة علاقة الحزب بالمجلس العسكري في ظل الانتقادات التي وجهها بيانكم الأخير للمجلس؟

- علاقتنا بالمجلس العسكري واضحة و محددة منذ بداية الثورة إذا أحسنوا نقول لهم أحسنتم و إذا أساءوا نقول لهم أسأتم و نقدم لهم النصح إذا طلبوا و إذا تعرضوا لضغوط خارجية نساندهم و إذا تعرضوا لضغوط داخلية نعادلها بضغوط مماثلة إذا كان الموقف يقتضي ذلك, كما نطالبهم بالوفاء بتعهداتهم بشأن نقل السلطة للشعب عبر انتخابات نزيهة.

  •  كيف تريد أن تكون ترتيبات العملية السياسية في مصر في المرحلة المقبلة من وجهة نظرك؟

- أولا ستجري الانتخابات النيابية كما أصبح معلوما أما الانتخابات الرئاسية فأرى أن تجري فور الانتهاء من اختيار أعضاء الجمعية التأسيسية و ليس بعد تدوين الدستور، و أؤكد أنه ليس من مصلحة البلد تأجيل الانتخابات الرئاسية.

  • لكن الذي أعلنه المجلس العسكري من ترتيبات جعل الرئاسية بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور!

- دعنا ننجز الانتخابات النيابية ثم نتحاور مع الجيش من أجل تقديم الانتخابات الرئاسية على تدوين الدستور.

  • هل تثقون في نوايا المجلس العسكري؟

- لا أحد يمكنه أن يطلع على نوايا أحد و المسألة ليست مسألة نوايا بل هي مسألة ضغوط ، فإذا تعرض المجلس لضغوط  لتأجيل العملية السياسية فعلينا ان نعادل هذه الضغوط بضغوط مناسبة.

  • هل تتوقع أن يجعل المجلس العسكري لنفسه مكانة مميزة في الدستور الجديد؟

- هذا مطلب شجعت المجلس العسكري عليه قوى سياسية ليس من بينها حزب الحرية و العدالة و هذا أدى إلى إرباك كبير لأننا لا نريد أن نبدأ من حيث بدأ الآخرون كتركيا بل نريد أن نبدأ من حيث انتهوا.

  •  أعلن الاخوان المسلمون أن نسبة منافسة الاخوان في الانتخابات لن تشمل سوى 50% من المقاعد فهل ينوي الحزب أن يشارك في حكومة ائتلافية ما؟

- نحن نريد أن تتقاسم جميع القوى السياسية المصرية الأعباء ، و من هنا فنحن نؤيد تشكيل حكومة ائتلافية من أغلب القوى السياسية الموجودة.

  •  مع من سيكون الائتلاف؟

- نحن نرغب أن يكون الاطار العام للائتلاف هو التحالف الديمقراطي القائم حاليا، فنحن نغلب المصلحة الوطنية العليا و أولوية هذه المصلحة للخمس سنوات المقبلة هي انجاز عملية التحول الديمقراطي و إنقاذ الاقتصاد و تحقيق التماسك الاجتماعي و تحقيق الأمن لجميع المواطنين و هذه أولويات أملتها علينا مقاصد الشريعة الاسلامية

  •  بعض الاسلاميين يتهمونكم بأنكم منفتحين على الاتجاهات العلمانية و تبتعدون عن القوى الاسلامية فما تعليقكم؟

- هذا غير صحيح فالأقرب لنا هم الاسلاميون و نمد يدنا لهم ونحن جميعا نأخذ من نبع واحد هو القرآن و السنة و كل الأحزاب تمت دعوتها للتحالف الديمقراطي و الحزب الوحيد الذي عزف عن التحالف هو النور السلفي و على كل حال فكلنا سلفيون.

  •  ما موقفكم من مرشحي الرئاسة المحتملين؟

- لما تبدأ الانتخابات الرئاسية و يصبح المرشحون مرشحين بشكل رسمي و برامجهم معلنة بشكل محدد فحينئذ يتحدد القرار، و في رأي الشخصي فإن التحالف الديمقراطي قد يكون له دور بارز في ترجيح مرشح ما.

  •  جرت مقابلات كثيرة بين الحزب و جهات أجنبية عديدة فما نتيجة هذه المقابلات؟

- هناك نتيجة أساسية و هي الاعتراف الدولي و الاقليمي بالأمر الواقع في مصر و أن مصر لن تعود للوراء و أن حزب الحرية و العدالة أصبح رقما رئيسيا في الحياة السياسية و نظام الحكم في مصر.

  •  ما هو موقف الحزب من الانتخابات في ضوء انسحاب الوفد من التحالف الديمقراطي؟

- رغم انسحاب الوفد فإن التحالف مستمر و سوف نخوض الانتخابات عبر قائمة واحدة تمثل التحالف الديمقراطي, أي أن مرشحينا سيخوضون الانتخابات عبر هذه القائمة الموحدة للتحالف.