تجربة حماس تجربة مهمة و مشرفة و ناجحة لكن يؤسفني أن أقول أنها لم تحقق ذلك الا بعد تحررها من جوانب عديدة من معالم المنهج السياسي و الاستراتيجي الاخواني رغم انها كانت و مازالت تنتمي للاخوان ..
لو راجعنا نشأة أو تأسيس حماس و القسام ستجد أن تنظيم الجهاد الفلسطيني نشأ قبلها بقليل (في الثمانينات بعدما تأثر مؤسسه فتحي الشقاقي رحمه الله بتنظيم الجهاد المصري) بينما اخوان فلسطين (و كان أقواها اخوان غزة لقربها و ترابطها باخوان مصر) نشأوا و عملوا منذ الأربعينات تقريبا.
تنظيم الجهاد الفلسطيني عندما نشأ طرح تكتيكات و استراتيجيات جديدة لم يكن يستخدمها قبله غير فتح و الجبهة الشعبية و نحوها أي لم يكن يستخدمها اسلاميون (و حقق الجهاد نجاحات جماهيرية ما) فدفع هذا قادة الاخوان المسلمون في فلسطين لادراك أن هذا أمر من الممكن ان يستخدمه الاسلاميون فلما لا يستخدمه الاخوان المسلمون كما الجهاد فأسسوا القسام و بدأت مسيرة اخوان فلسطين بهذا الشكل الذي صار عنوانه حماس و القسام ..
و اذا تأملنا هذا جيدا وجدناه خصما و ادانة للمنهج السياسي و الاستراتيجي الاخواني أكثر منه مدحا له لأن جماعة لم تنجح منذ الأربعينات الا لما تحررت من بعض جوانب المنهج فده معناه أن هذه الجوانب خاطئة ..
و هذا حديث ينبغي أن يطول و سنكتب فيه ان شاء الله مرة أخرى.
على الهامش
مؤسسو فتح الرئيسيين ياسر عرفات و خليل الوزير (و أظن صلاح خلف أبو اياد) كلهم كانوا من اخوان فلسطين و تركوا جماعة الاخوان ليؤسسوا فتح لتعمل بأسس و استراتيجيات جديدة لم يكن يتبناها الاخوان ثم ذهبت بهم الأيام بعيدا عن المنهج الاسلامي الاخواني ليصيروا لونا فكريا آخر استقرت عليه فتح حتى رحيل عرفات ثم جرى ما جرى.