الأمن الإسلامي و تيار الجهاد العالمي

بقلم عبد المنعم منيب | 12 مارس, 2015

من أبرز جوانب الاخفاق في استراتيجية تنظيمات تيار الجهاد العالمي عدم وضعهم في اعتبار هذه الاستراتيجية تحقيق الأمن الاسلامي للدول التي يؤسسونها.

 ففي أفغانستان و باكستان و الصومال و مالي و اخيرا في العراق و سوريا كان موطنهم الذي تمكنوا فيه و حكموه عرضة للهجوم العسكري من قبل أعداءهم و تم ما يشبه الابادة لهذا الموطن ..

لقد صدعونا بأن حرب العصابات لا تهزمها الطائرات و الصواريخ و ان عدوهم لو دخل بريا سيهزموه لكن واقع الأمر ان الموطن الاسلامي الذي أعلنت السيطرة عليه في وقت ما أبيد سواء بالطائرات أو الصواريخ أرض أرض أو حتى بالتدخل البري ..

بل إن الكيانات الأكثر محدودية أي مواقع و مخابئ المجاهدين في أفغانستان و اليمن و الصومال و ليبيا تتعرض للقصف الموجع كل يوم ، فأين استراتيجية التصدي لهذا الخطر في استراتيجية الأمن الاسلامي لدى تيار الجهاد العالمي (القاعدة و أنصار الشريعة و داعش و النصرة و نحوها) ؟؟

لا توجد لهم استراتيجية في هذا الصدد سوى أشياء بدائية و غير فعالة كالتخفي و التخندق فضلا عن أن هذه الأشياء لا تحمي شعبك المدني المحيط بك و انما فقط تحاول (فاشلة) أن تحمي مقاتليك..

و السؤال هو هل يمكن صياغة و تنفيذ استراتيجية في هذا المجال؟؟ 

و الاجابة نعم ممكن جدا... و لكن هذا التيار لا يعبأ بالحياة و لا باستمرار الدولة و لا يعرف مقومات استمرارها و أمنها و محددات قوتها و لذلك فهو يخفق هذا الاخفاق، و لا يبحث عن حل للخروج من هذا الفشل في حفظ الأمن الإسلامي للكيانات التي أقامها.

هامش

الأمن الاسلامي هو النظير لمصطلح الأمن القومي المعروف حاليا لكنه عندهم قومي باعتبار تحديده بالقوم او الوطن لكنه عندنا اسلامي باعتبار تحديده بالاسلام و شرعته.