ثلاث كلمات لشيخ الاسلام ابن تيمية والأستاذ سيد قطب والشيخ حامد العلى

بقلم عبد المنعم منيب | 28 مايو, 2017
القرآن
القرآن

هذه خواطر كنت كتبتها متفرقة على صفحتى على الفيس بوك منذ سنتين أو أكثر ووجدت أنه من المفيد جمعها معا بمقال هنا على موقعى ، وهى ثلاث خواطر، الأولى كلام لشيخ الاسلام ابن تيمية فى تفسير قوله تعالى بالآية 25 من سورة الحديد بشأن اتفاق القرآن والحديد، والخاطرة التالية كلمة لسيد قطب بشأن من يضعون الابداع الانسانى فى عالم المادة فى كفة ويضعون المنهج الإلهي فى كفة أخرى ويقولون للبشر اختاروا أيهما، بينما الخاطرة الأخيرة هى كلمة للشيخ حامد العلي عن طبيعة الشعوب الجاهلة.

كلمة شيخ الاسلام ابن تيمية

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهاتان السبيلان الفاسدتان - سبيل من انتسب إلى الدين ولم يكمله بما يحتاج إليه من السلطان والجهاد والمال، وسبيل من أقبل على السلطان والمال والحرب، ولم يقصد بذلك إقامة الدين - هما سبيل المغضوب عليهم والضالين. الأولى للضالين النصارى، والثانية للمغضوب عليهم اليهود. وإنّما الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، هي سبيل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسبيل خلفائه وأصحابه ومن سلك سبيله. فإنّ قوام الدين بالكتاب الهادي، والحديد الناصر، كما ذكره الله تعالى. فعلى كل أحد الاجتهاد في اتفاق القرآن والحديد لله تعالى، ولطلب ما عنده، مستعيناً بالله في ذلك".

كلمة الشيخ سيد قطب

إن هناك عصابة من المضللين الخادعين أعداء البشرية . يضعون لها المنهج الإلهي في كفة والإبداع الإنساني في عالم المادة في الكفة الأخرى ؛ ثم يقولون لها : اختاري !!! اختاري إما المنهج الإلهي في الحياة والتخلي عن كل ما أبدعته يد الإنسان في عالم المادة ، وإما الأخذ بثمار المعرفة الإنسانية والتخلي عن منهج الله !!! وهذا خداع لئيم خبيث . فوضع المسألة ليس هكذا أبدا .. إن المنهج الإلهي ليس عدوا للإبداع الإنساني . إنما هو منشئ لهذا الإبداع وموجه له الوجهة الصحيحة.

رؤية للشيخ حامد العلي

فالشعوب الجاهلة التي تتأثر وقتيا بالحماس ينقصها الوعي اللازم لإنجاح مشاريع التغيير الكبيرة ، ذلك أنها مشاريع يجب أن تقاد بحنكة وحذر وتمرحل صحيح وأهداف مرسومة بدقة ، ولا مجال هنا للخطب الحماسية ، وإلهاب العواطف وقيادة الرعاع ، فنحن لسنا في عصر ثورات القرون السالفة ، التغيير على مستوى الدولة اليوم لا يكون إلا بمؤسسات تضاهي قوة الدولة نفسها، على مستوى القيادة والتخطيط والإمكانات والتنظيم ، فتقود حركة التغيير بعقلية منهجية ذات نفس صبور ومثابر ، لا عقلية الطيش واستعجال الثمرة، فهذه لم تأتنا بخير قط.