هل تعلمون ما معنى كلمة"الاستعمار"؟ وما هو "الرجاء الصالح"؟

بقلم عبد المنعم منيب | 15 أكتوبر, 2016
فاسكو دا جاما
فاسكو دا جاما

هل تعلمون ما معنى كلمة الاستعمار؟؟
الاستعمار هو مصطلح وضعه الاحتلال الغربى الذى احتل العالم الاسلامى منذ بدايات العصر الحديث، فالغرب سوق لأنه ذهب لأرض خراب أو فارغة واستعمرها أو لشعوب همجبة متخلفة فحضرها وثقفها، بينما الحقيقة أنه نهب ثرواتها المادية والبشرية وصنع فئات إجتماعية مغسولة العقل فتتبنى كل عقائد وأفكار الغرب فى الدين والاجتماع والاقتصاد والسياسة و والتربية ..الخ.

 وعملاء الاحتلال الغربى من العرب هم من وضعوا المصطلح العربى بينما سار على نهجهم السذج من الكتاب العرب الذين يستخدمون المصطلحات تقليدا للشائع دون النظر فى دلالتها.

وهذا موجود فى اصطلاحات عديدة وخطيرة، فمثلا: مصطلح رأس الرجاء الصالح ، هل تعلمون ما هو الرجاء الصالح ؟ وهو صالح عند من؟؟ الرجاء الصالح هو حصار العالم الاسلامى وتدميره اقتصاديا ثم سياسيا (وهو ما نجح فعلا للأسف) إذ عندما فشلت أقوى قوة عسكرية صليبية فى ذلك الوقت فى العالم هما مملكة البرتغال ومملكة أسبانيا فشلا فى تحطيم قوة المسلمين العظمى فى ذلك الوقت دولة المماليك عبر الهجوم على مصر والشام كما فشلا فى ضربها اقتصاديا فصار رجاؤهم هو تطويق وحصار العالم الاسلامى بحريا وضربه اقتصاديا عبر الوصول لموارد الشرق والهند الضخمة (والتى كانت ممالك اسلامية أيضا) بطريق غير طريق مصر والشام الذي يسيطر عليه المماليك ويحتكرون أرباحه الضخمة، وهذا التطويق أخذ مسارين:

مسار سارت فيه البرتغال وهو: محاولة الوصول عبر الالتفاف حول أفريقيا والاتجاه شرقا وهو طريق كان يعرفه المسلمون ويسلكونه منذ مئات السنين وكان يستلزم المرور من منطقة رأس العواصف أمام جنوب أفريقيا الحالية وهى منطقة كانت تتحطم بها السفن لشدة العواصف بها فلاتمر منها سفينة غير سفن المسلمين لخبرتهم فى كيفية تخطى وتوقى خطر هذه العواصف وحتى القائد البرتغالى فاسكو دا جاما لم يمر منه وتنجح مهمته فى الوصول للشرق الأقصى والهند إلا بعدما استعان بالقائد البحرى المسلم أحمد بن ماجد وعلمه كيف يمر منها وبعدما مر "دا جاما" منها قابل سفينة حجاج هنود فحرقها عن آخرها.

فالرجاء الصالح هو تطويق وحصار وضرب المسلمين وهو صالح عند الكنيسة الكاثولوكية التى كانت ترعى جهود البرتغال وأسبانيا لتطويق وإحتلال العالم الاسلامى.

ولذلك فأنا لا أستخدم مصطلح الاستعمار فى كتاباتى وأستخدم مصطلح الاحتلال، كما لا أستخدم مصطلح رأس الرجاء الصالح هذا أبدا وأعتبره مخالفة شرعية.

أما المسار الثانى فسارت فيه أسبانيا وهو بالتوجه غربا للدوران حول الكرة الأرضية للوصول إلى الشرق حيث الهند وذلك إرتكازا على الخرائط والجغرافيا التى كان ألفها ووضعها علماء المسلمين فى ذلك الوقت ولكنهم قابلوا القارة الأمريكية الجنوبية فظنوا فى البداية أنها الهند ونزلوا بها واحتلوها ظنا أنها الهند وظلوا على ظنهم هذا لفترة حتى ان قائد حملة الاكتشاف نفسه مات قبل أن يعرف أن هذه أرض وقارة أخرى غير أرض الهند.