ما الذي يحدث بسوريا والعراق وتركيا والسعودية الآن؟

بقلم عبد المنعم منيب | 23 فبراير, 2016
تفجيرات دمشق - صورة ارشيفية
تفجيرات دمشق - صورة ارشيفية

قلنا سابقا مرارا ان لا خيار للسعودية سوى بافشال مخطط ايران وروسيا بالمنطقة اما بدعم حاسم للمعارضة السورية والعراقية باسلحة ثقيلة كثيرة ومضادات طيران متقدمة وكثيرة وتدريب عالي المستوى مع مساندتهم سياسيا، واما ذلك مع تدخل بري مباشر محسوب وحاسم ايضا.
لكن كلا الامرين يصطدمان بالسيطرة الامريكية/الصهيونية على النظام الدولي فلو أذعنت السعودية وتركيا للنظام الدولي فلن تمدا الثوار الا بما تسمح به امريكا من سلاح ولن تدخلا سوريا بريا الا اذا اذنت الولايات المتحدة بذلك، لفترة وجيزة ظننت ان السعودية وتركيا تمكنتا من اقناع الولايات المتحدة بخطتهما ومن ثم سيدخلان بريا او على الاقل سيمدان الثوار بسلاح ثقيل نوعي ومضادات طائرات تغير المعادلة خاصة ان غير ذلك هو خيار يهدد الامن القومي التركي والسعودي، كما ظننت انه مع ان الولايات المتحدة غير موافقة على المخطط التركي السعودي فإنها قد تكون غير مصممة على مخططها الخاص بالمنطقة بما يسمح لها بأن تغض الطرف عن تمرد تركيا والسعودية بشكل عابر على هيمنتها وظننت انهما سيتمردان ولو لبعض الوقت عليها قليلا لأن نجاح المخطط الايراني يدق مسامير عدة في نعش النظامين السعودي والتركي الحاليين، الا ان الذي ظهر لي في الاسبوع الاخير هو أن تركيا والسعودية لا يملكان ارادة التمرد على الولايات المتحدة رغم الخطر الداهم عليهما، كما ان الولايات المتحدة مصممة على مخططها في المنطقة بشكل يجعلها لا تقبل اي درجة من درجات التمرد من السعودية او تركيا.
هناك اشكاليات عديدة يثيرها هذا الموقف مثل ماهية امكانية تمرد أي جهة بما فيها تركيا والسعودية على امريكا واثر ذلك اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وسياسيا على من يتمرد، وما مفهوم هذ التمرد ودرجاته ودرجات ردود الافعال عليه، وهذا وغيره قد نتعرض له بالتفصيل في مناسبة اخرى إن شاء الله. 
هامش
هناك اشاعات لم تتأكد صحتها عن نقل سلاح نوعي لثوار سوريا عبر تركيا، ولكن لم يظهر مدى صحة هذا حتى الآن.