من مشكلات الاستراتيجية الإسلامية بين الإخوان المسلمون و تنظيم الدولة

بقلم عبد المنعم منيب | 2 أبريل, 2016
الأستاذان حسن البنا وسيد قطب
الأستاذان حسن البنا وسيد قطب

من مشكلات الاستراتيجية الإسلامية بين الإخوان المسلمون و تنظيم الدولة أن المنهج البشري أو الاستراتيجيات تكبل الملتزم بها و يزداد تكبيلها لمن يتبعها اذا كان مجرد مقلد وتابع وليس صانع استراتيجية، كمن يتبع استراتيجيات حسن البنا في الإخوان أو يتبع غير البنا كأتباع سيد قطب أوكما في التيار الجهادي أوفي تيار التبليغ والدعوة (او غير ذلك من فصائل العمل الاسلامي) اذ كل منها يقلد استراتيجيات ومناهج جعلوها ثابتة لا تقبل أي تطوير أوتعديل رغم تطورات الواقع وضغوطه.

إن زيادة تكبيل المنهج البشري أو الاستراتيجية للمتبع سببه أن صانع المنهج أوالاستراتيجية عندما يطبقها فإنه قد يلجأ لتطويرها أو تعديلها او حتى تغييرها في حياته بحسب تطور الأحداث وطبيعة سير الأمور وبحسب طبيعة تطور خبراته العلمية والعملية لكنه لو مات وطبقها أتباعه وتلامذته فإنهم يظلون جامدين في التمسك والعمل بها فتصير الاستراتيجية المتبعة (أو المنهج) قيد يكبلهم عن أي تطوير أواجتهاد أو تجديد.

هناك انجازات تكتيكية كثيرة لكافة الإسلاميين لكن الاستراتيجيات إما جامدة وإما ضعيفة أو بالية أو بها الكثير من الخلل و عدم المجاراة لمستوى التحديات التي نواجهها محليا وإقليميا ودوليا أو كونيا.
هذا كله فضلا عن ضعف التفكير الاستراتيجي و انعدام الإبداع الاستراتيجي مع وجود إبداعات تكتيكية كثيرة للغاية وهذه الإبداعات التكتيكية هي التي تشوش على عامة الإسلاميين و تخدعهم (دون أن يشعروا) عن أن يدركوا حقيقة و عمق الأزمة الاستراتيجية التي يحياها العمل الإسلامي.
فأنصار تنظيم الدولة ومنظمات القاعدة مخدوعون بالإنجازات التكتيكية التي تتسم في كثير من الأحيان بالإبداع التكتيكي و مشغولون في ذلك عن جوهر وحقيقة الأزمة الاستراتيجية التى يعيشونها.
و أنصار الاخوان مخدوعون بالإنجازات التكتيكية التي تتسم في كثير من الأحيان بالإبداع التكتيكي و مشغولون في ذلك عن جوهر وحقيقة الأزمة الاستراتيجية القابعين فى قلبها.
و هكذا كل فصيل (إلا من رحم الله) مشغول ومشوش عن إدراك المشكلة الحقيقية التي هي مشكلة استراتيجية بالأساس و لن تحل الا بحلول و تغيرات إستراتيجية عبر تفكير إستراتيجي مبدع، و قبل هذا كله الاخلاص لله تعالى باعتقاد صحيح والتزام فقهي صافي بتوفيق من الله تعالى، فبلا توفيقه سبحانه لن تقوم لأحد قائمة. 

هناك العديد من التساؤلات الاستراتيجية التي تعكس أبرز ملامح المشكلة الحالية التي نرى أنها مشكلة استراتيجية بالأساس مثل:

العلاقة مع الجماهير واستراتيجية الموقف منها ويتضمن ذلك العمل الجماهيري.

و مثل العلاقة مع كل من النظام الاقليمي و الدولي و كيفية التعامل معهما و ما هي اشكاليات ذلك و كيفية التعامل الناجح مع هذه الاشكاليات.

و مثل العلاقة بين الحركات الاسلامية المتعددة.

و مثل العلاقة مع الشيعة و مع الصوفية و مع العلمانية خاصة صورها الجديدة كالمتدين العلماني.

و مثل القمع الباطش من الحكام.

هذه بعض الملامح الملحة (فرض على الفور) و توجد ملامح أخرى للمشكلة وإن كانت ملامح تالية زمنيا أو فرض على التراخي بحسب مصطلح الفرض في أصول الفقه، مثل:

التنمية الاقتصادية.

و مثل البحث العلمي.

 و مثل نقل التكنولوجيا و توطينها.

و مثل مكافحة الأمية و المرض والفقر المدقع.

و غير ذلك الكثير.