مات الجن الأزرق.. فمتى نعيش منطق عصرنا؟؟

بقلم عبد المنعم منيب | 14 يناير, 2017
متى نعيش منطق عصرنا؟؟
متى نعيش منطق عصرنا؟؟

الآن إذا مات الجن الأزرق.. ايه بيحصل؟؟ بيحصل انه بيكثر البحث عن معلومات عنه على الانترنت وتكثر الصحف ورقية او الكترونية من الكتابة عنه، أى تروج أى كتابة عنه.

وأنا رغم أنى باحث أصلا لكنى أيضا صحفى ودماغى شغالة صحافة وإعلام وأحاول أطور نفسى إعلاميا، وألاحظ أننى عندما أكتب عن مسألة متداولة ومعاشة يقبل عليها القراء أكثر من إقبالهم على موضوع نظرى، فأجد الجن الأزرق مات فأستغل حالة (السوق الإعلامى) وأكتب أفكارا "أراها مفيدة" فى إطار الكلام عن الجن الأزرق الذى مات.

وهذا أسلوب صحفي عادى ومعروف فأنت تغلف دواء غير مستساغ (وهو هنا صعوبة الأفكار النظرية على الفهم لميل النفس للراحة وعدم إعمال الفكر) بحلوى محبوبة (وهى هنا قضية رائجة)، وفجأة تجد قراء يغفلون هذا كله ويناقشون كيف تتكلم عن الجن الأزرق وهو سليل إبليس وهو كافر .. الخ ويخرجونا عن الأفكار التى نريد لفت الانتباه لها..
وهذا حدث عندما كتبنا عن رفسنجانى ومما قاله أحد الأخوة لماذا تمجده الآن بعدما مات رغم أن الواجب هو الشماتة فيه..

رغم أنى أولا لم أمجده وثانيا سبق وكتبت عدة مرات (خلال الـ ١٠ سنوات الأخيرة) منبها على أهمية الاستفادة من تجربة إيران فى نجاحاتها وسلبياتها كأى تجربة فى العالم.

عندنا الآن كيسنجر أحد أبرز علماء السياسة والدبلوماسية فى العصر الحديث وعمره فاق ٩٠ عاما الآن وسيموت غدا.. وساكتب عن فوائد فى علمه وأفكاره حينئذ.. وأؤكد لكم من الآن أنه عندما أكتب هذا سيعلق بعض الأخوة : (الا تعلم أنه يهودى كافر .. ألا تحذر الأخوة من سمومه وتشمت بهلاكه).. وسيعلق آخر (ألم تقرأ كتاب كذا ومذكرات كذا وتعلم أنه دعم إسرائيل ضد العرب سنة كذا وكذا)... يا أخ أنت وهو أنا قرأت لكنى أتكلم عن موضوع آخر .. فأرجوكم ركزوا معى شوية وركزوا فى الموضوع.

طبعا هناك مخاوف من أن يقرأ الموضوع عن رفسنجانى شخص غير مؤهل عقيديا فيميل للتشيع او يقرأ عن كيسنجر فيميل لليهودية، لكن هذه المخاوف تشبه الوصف الملغى فى أحكام القياس بعلم أصول الفقه لأن تقاليد العلم عند المسلمين لم تمنع الكتابة عن علم نافع لمثل هذا السبب، وكان أجدر بالمعلقين المتخوفين ان يقولوا خذوا بالكم المقصود الانتفاع بكذا واحذروا من كذا  بدلا من أن يخروجوا بنا عن مرامى وفوائد الموضوع..
وفى النهاية لا أصادر رأيكم ولكن أضع نقطة نظام لمن شاء... وتقبلوا احترامى لكم جميعا.