من المستحيلات أن أى حد يتعلم شىء اذا تعامل بـ"عقد نفسية/فكرية" مسبقة لأن هذه "العقد" تدخله فى حالة من الانغلاق العقلى بتكبيلها العقل عن إدراك الكثير من الحقائق والمعلومات المهمة وهذا ما يطلق عليه أحيانا الانغلاق الفكرى..
فمثلا التيار الاسلامى المميع والمنبطح استغل قواعد (تقدير المصالح والمفاسد وموازنتها - تقدير المآل- مقاصد التشريع-...الخ) فهذا يدفعنا لأن نلغى هذه القواعد الفقهية والأصولية المتفق عليها عند علماء السلف بسبب عقدتنا من أن المميعين والمنبطحين استخدموها..
ثم الغلاة استخدموا أحكام (الولاء والبراء- تجريد التوحيد- حرمة البدع فى الدين - توحيد الألوهية-...الخ) لتبرير غلوهم فنحن نلغى هذه الأحكام الأساسية او نحذر منها أو لا نتعلمها بسبب عقدتنا من أن الغلاة استخدموها.
ثم هناك متهورون وأغرار استخدموا أحكاما مثل (باب الجهاد كله فى الفقه- الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - الحسبة-... الخ) فنلغيها أيضا بسبب عقدتنا من أن المتهورين والأغرار استخدموها ... فبعد هذا كله ماذا يبقى لنا من الإسلام والحكمة؟؟
النبى صلى الله عليه واله وسلم أرسل مجموعة من صحابته للتعلم من غير المسلمين صناعة المنجنيق بجنوب الشام، وكلف أحد صحابته بتعلم السريانية وطبعا تعلمها من اليهود.. كما قال صلى الله عليه واله وسلم "لقد هممت أن أنهى عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم" (رواه مسلم وأحمد ومالك وأصحاب السنن الأربعة وغيرهم)، فاستشهد بفعلهم فى أمر يتعلق بالصحة ولم يقل "لا .. هؤلاء كفار كيف نتعلم منهم او نستفيد من تجربتهم" كما يفعل جُل الاسلاميين الآن تقول له تعلم من التجربة السياسية أو الاستراتيجية أو الاقتصادية أو الصناعية من فلان أو الجهة الفلانية فيقول لك: لا هؤلاء كفار أو شيعة أو اشتراكيون أو ليبراليون.. الخ .. أتتساهل فى العقيدة .. أتتناسى العقيدة؟؟؟
سبحان الله هل أنا قلت لك تعلم منهم عقيدتهم أنا أطالبك بتعلم ما تميزوا به من تجارب دنيوية وليس تعلم عقيدتهم، وكأن هؤلاء الرافضين أعرف وأحرص على العقيدة من النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى الشواهد التى ذكرناها آنفا والتى يوجد مثلها عشرات المواقف الواردة بأحاديث صحيحة كثيرة.. ومنها أن دليله بالهجرة كان مشركا وأنه صلى الله عليه وآله وسلم باع واشترى واستعار من وثنيين ويهود ونصارى بما فى ذلك السلاح.