عجز القيادة

بقلم عبد المنعم منيب | 27 أبريل, 2015
القيادة
القيادة

عندما كان عمري 27 عاما كنت من كبار قادة "حركة اسلامية" و كنت أنظر للحركة من الداخل و بالتالي النظرة كانت مختلفة فضلا عن أن مستوى تفكيري لم يكن بمستوى النضج و الخبرة الحالية (عمري الآن 50 عاما) و وقتها كان لي صديق أحسبه رجلا صالحا و على المام لا بأس به بعلمي الفقه و الحديث و لم يكن منتظما في أي حركة اسلامية (كان عمره وقتها نحو 45 عاما) لكنه كان قريبا من حركتي اذ انتمى لها في شبابه ثم تركها و نرمز لاسمه بـ (س) و كان رأيه أن قادة كل الحركات الاسلامية مخطئين و يتسببون في هلاك الشباب و كان يتهمهم ربما بما هو أشد من ذلك لدرجة أننا ظننا أنه يكفرهم لكن ثبت انه لا يكفر أحدا منهم بما في ذلك الاخوان .. س لم يكن يعرف مكانتي في حركتي لكنه كان معجب بتفكيري و مؤيد لأرائي .. و كان لي وقتها صديقي أيو أحمد (أشرت له سابقا في كتابة لي) و كان قيادة مهمة جدا في نفس حركتي في فترة ما من حياته ثم صار يرى أن قادة الحركة و معظم الحركات الاسلامية أيضا أغبياء أو مجرمين أو عملاء (عدا الاخوان لكنه الآن بعد الانقلاب يرى أن قادة الاخوان كذلك أغبياء و عيوب أخرى) و انا لم أكن أوافق لا رأي أبو أحمد و لا س .. كل ده وقتها منذ 23 عاما .. فما هو رأي الآن؟؟ ... سأقول لكم رأي ربما فى مقال قادم إن شاء الله.

 في الواقع أنا في البداية كنت أظن أن القادة مرغمين على أخطائهم بسبب سوء الظروف التي يعملون فيها و ضعف امكاناتهم المادية و تكالب أعداؤهم و خصومهم عليهم و نحو ذلك و لكن مع تطور فهمي السياسي و الاستراتيجي فهمت أن الذات هي من تصنع و تجلب الامكانات و الموارد و ليس العكس و صرت متيقنا أن القيادة مقصرة بعدم صناعة الموارد و جلبها و مقصرة بعدم صناعة الحدث أو امتطائه ، و هنا قفز السؤال المنطقي و هو ما سبب هذا التقصير؟؟
و جاءت الاجابات متنوعة بتنوع القادة الذين عرفتهم أو الذين درست تاريخهم و سيرة حياتهم و (لو كانوا أحياء حتى الآن) 
و الكل منحصر في:
-المصلحة الشخصية
-الغباء و قصور العقلية عن مستوى القيادة
-الانغلاق وعدم الاستماع للمخالفين.
-التعصب و التقيد بمنهج جماعته رغم ان هذا المنهج لا ينبغي أن يكون من الثوابت.
-قلة المبدعين بسبب التجريف الاجتماعي الحاصل في المجتمعات الاسلامية.
مع عدم تشجيع الاجتهاد و الابداع و الخيال العلمي داخل الحركات لحساب السمع و الطاعة العمياء و من حاول يقلل السمع و الطاعة جنى الفوضى و التفكك.
كما أن الامتناع عن استشارة أصحاب المناهج الأخرى منع تعويض نقص الابداع اذ لو حصلت الاستشارات العامة لعوضت نقص الابداع الفردي عبر ابداع عام .
لعب الأعداء دور في وضع الحواجز بين الحركات لكن الدور الأقوى كان للتعصب الحزبي و للأنانية الحزبية و بعضها ناتج عن أنانية شخصية.