الجهل و السطحية مع الشعور بالتميز الديني من أبرز سمات عقلية الخوارج لذلك فسطحية الرجل و جهله مع شعوره بالتميز الديني دفعه لأن يقول للنبي صلى الله عليه و آله و سلم اتق الله يا محمد و اعدل ...
و لكي يحققوا لذواتهم السلام النفسي مع ادعائهم بالتميز الديني رغم جهلهم و سطحيتهم فإنهم يبالغون و يجدون و يجتهدون في العبادات الظاهرة كالصيام و الصلاة و الجهاد دون ادراك و لا تحقيق الروح و الأهداف الحقيقية لأي من الثلاثة.. قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم للصحابة رضوان الله عليهم "تحقرون صلاتكم الى صلاتهم و صيامكم الى صيامهم يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من الرمية".
و من سمات عقلية الخوارج أيضا اهمالهم لعبادة طلب العلم على أربابه و من مفاتيحه و فرحهم بما عندهم من قشور العلم دون جوهره و روحه فهو يعلم ظاهريا لفظ التقوى و يقول للنبي صلى الله عليه و آله و سلم اتقي الله ، و يعلم ظاهريا لفظ العدل و يقول للنبي صلى الله عليه و آله و سلم اعدل، لكنه لم يجمع فى عقله أطراف العلم أو المعرفة للمفاهيم الشرعية وجوهرها كى يدرك أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو إمام المتقين وقدوة كل عادل، وأنه نفسه صلى الله عليه وآله وسلم هو واسطتنا فى معرفة هذه العلوم الشرعية وكل ما ارتبط بها من مفاهيم.
على الهامش:
منذ نحو سنة و انا كاتب مسودة لمقال طويل أطرح فيها فكرة معينة من منظور سني منضبط (أظن أنها جديدة) و هي تحليل نفسي لشخصية الخوارج، و أعتبر فيها أن وراء الاعتقاد بعقيدة الخوارج منهجية أو عقلية معينة تدفع لهذا الفكر أو العقيدة "فكر و عقيدة الخوارج".
كما أريد أن أسلط الضوء على الفكر السياسي و الاستراتيجي للخوارج لأن الناس تركز على العقيدة فقط بينما التركيز على الحالة النفسية و العقلية و منهجية التفكير ثم انعكاس ذلك على الخيارات السياسية و الاستراتيجية هذا لم أقرأه لأحد و لو أن أحدا اطلع علي شئ من هذا القبيل فليرشدني اليه و جزاكم الله خيرا...
و طبعا مثل كل مشروعاتي في البحث و الكتابة فهي مؤجلة لحين ايجاد وقت كافي و لكني كتبت منها هذه الفقرة.
