من كانت سمته الغفلة فليبتعد عن الصراع وليسعه بيته

بقلم عبد المنعم منيب | 5 مايو, 2019
الصراع
الصراع

بمناسبة الأحداث الجارية فى مصر وسوريا واليمن وليبيا والجزائر والسودان وبقية العالم العربي والاسلامي كتبت الخواطر السياسية المركزة التالية كفقرات متفرقة على تويتر ثم جمعتها هنا كمقال، وأرى أنه من أهم ما كتبت فى تاريخي كله لأنه تضمن قواعد عامة مهمة في إدارة الصراعات السياسية والاستراتيجية فى أى زمان أو مكان.

قوة الفكر مع الاقتصاد فى استهلاك الموارد بجانب شدة الحذر من الوقوع بأى خطأ مع ارتفاع الروح المعنوية و قوة الدافع للحصول على الفوز هذه الخلطة مجتمعة في بوتقة من الجدية تعوضك عن نقص الموارد وتؤدى بك للفوز فى أى منافسة.
و ذلك لأن الاستهتار بطبيعة الصراع وبمدى جديته والاستخفاف بقدرات الخصم هى خلطة مضمونة لتتكبد هزيمة ثقيلة رغم انك كنت الاقوى فى البداية، وكما قال الامام الشافعي رحمه الله:
بقدر الكد تكسب المعالي
...ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن طلب العلى بغير كد
....أضاع العمر فى طلب المحال
واياك والغفلة اذا كنت تخوض صراعا فهى أخطر من الاستهتار بالخصم وعدم الجدية فى مواجهته لأن المنافسات الرياضية والعقلية اذا غفلت فيها طرفة عين خسرت المباراة وأحيانا قد يمكنك اعادة المباراة او تعويضها في المباريات التالية ولكن فى الصراع السياسي أو العسكرى لو غفلت طرفة عين ستخسر خسارة يستحيل تعويضها أو على الاقل يصعب جدا تعويضها.. فمن سمته الغفلة فليسعه بيته وليتخذ سيفه من خشب وليبتعد عن الصراع.
و لتجنب الغفلة فعليك ان تتيقن وتتذكر أن كل مرحلة او حدث في الامور الجارية له مخاطر ويحمل فرصا فاذا أردت انتهاز الفرص وتجنب المخاطر فعليك متابعة الأحداث (و في الصراع متابعة تحركات خصومك ومنافسيك) بدقة وموضوعية وفحص كل منها ومراميها ومآلاتها جيدا وعدم اهمال اى حدث بدعوى انه صغير او حقير او لا يهدف لشىء وتبين فرصه ومخاطره لك.
وكما قال الشاعر:
اذا غامرت في شرف مروم
....فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت فى شىء حقير
.....كطعم الموت فى شىء عظيم
وتذكر دائما أن حل الأزمة الخطيرة او احراز النصر الصعب قد يكون بينك وبينه خطوة واحدة متاحة لك بسهولة وهى خطوة بارزة امام بصرك لكن عينك لا تراها..فما الحل؟..

الحل حصر كل الخيارات كى لا يغيب عنك اى خيار مهما كان خفيا ثم فحصها واحدا واحد بتركيز وجدية.. كل هذا كى لا تعجز عن الفوز الثمين في ازمة حالكة.