لماذا نهتم بالعلوم الاجتماعية في العمل الاسلامي ؟

بقلم عبد المنعم منيب | 26 أبريل, 2015
صورة رمزية
صورة رمزية

هناك ثلاثة أمور جعلوني (بفضل الله و توفيقه) منذ سنوات طويلة مقتنع و مركز أن العلوم الاجتماعية (سياسة اقتصاد اجتماع ادارة استراتيجية .. الخ) هي للعمل و التطبيق على الواقع و ليست لمجرد البحث و القراءة و التقعر بالمصطلحات و تسويد المقالات و الكتب..

و أول أمر من هذه الثلاثة هو الوجوب الشرعي للعمل وفقا لمقتضيات العلم كما في الآيات القرآنية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ" الصف آية 2-3 ، و الأحاديث النبوية العديدة و منها حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم .."«يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان! ما أصابك؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى قد كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه» متفق عليه و رواه أحمد  و هو في صحيح الجامع برقم 8022.

هذا فضلا عن قبول النبي صلى الله عليه و آله و سلم لكل تطوير مفيد كما قبل فكرة تغيير موقع معركة بدر و قبل حفر الخندق في معركة الخندق و أرسل من يتعلمون صناعة المنجنيق في جنوب الشام حيث الروم و قال لهم تعلموها حتى تصيروا كأهلها.

و الثاني- الشعور بضغط الواقع الذي يشعرك أنه لا خيار أمامك سوى خيار واحد هو الانتصار رغم كل القوى المتجمعة ضد الدعوة الاسلامية فيلزمك أن تبحث دائما عن سبل النصر في أي علم أو فن متاح.. 
الثالث- أن هذه العلوم انما تستخدم في اوروبا و أمريكا و اليابان و الصين و في كل العالم المتقدم للتطبيق حيث يستخدمها صانع القرار و منفذ القرار فهم يعتمدون في تخطيطهم و في اتخاذهم للقرارات على الدراسات العلمية في الاقتصاد و السياسة و التاريخ الاجتماع و الاعلام و الاستراتيجية و الجغرافيا و النفس و غيرها و نجدهم يستعينون في كل أجهزتهم التنفيذية كوزارات الخارجية و الدفاع و الأجهزة الاستخباراتية بالعلماء و الباحثين في هذه المجالات و لا يتحركون الا وفقا لدراسات المتخصصين في هذه العلوم ، بينما نجد في عالمنا المتخلف أن الخطط و القرارت تتم وفقا للأهواء و الاختيارات الشخصية للمسئولين و أصدقائهم و أقاربهم و جماعات مصالحهم..

و النتيجة واضحة حيث تخلف و هزيمة هنا و تقدم و انتصار في الدول التي تستخدم هذه العلوم استخداما عمليا في أرض الواقع.