تطوير الهجوم المصرى فى 14 أكتوبر 1973.. الرأى والرأى الآخر

بقلم عبد المنعم منيب | 14 أكتوبر, 2018
تطوير الهجوم المصرى
تطوير الهجوم المصرى

كتب البعض عن مشكلة تطوير الهجوم نحو المضايق في سيناء في حرب أكتوبر 1973 يوم 14 أكتوبر و هو كلام طويل أوردوه على صفحاتهم فمن شاء ان يراجعه فليراجعه هناك فبعضهم جمع كلام خبراء و معاصرين للحدث مهمين و أبرزهم الفريق الشاذلي و لأن كل ما ذكروه موثق فليس هناك خلاف على "ماذا حدث؟" و لكن الخلاف هو حول "لماذا حدث؟" هم رجحوا طبعا رأي الشاذلي و آخرين من أنه خيانة من السادات و لكني اختلف مع هذا الرأي و كتبت عليه التعليق التالي:
أنا قرات كثيرا مما كتبه معاصرون عن حرب أكتوبر و وثائق و غيره و منها مراجع اسرائيلية و أمريكية بجانب المصرية و العربية طبعا .. و اختلف مع الفريق الشاذلي كما مع السادات .. الأمر بكل دقة أن الشاذلي يقيم الأمر بطريقة عسكرية بحتة لا يضع في اعتباره الأبعاد السياسية لقرار تطوير الهجوم قبل انهاء الوقفة التعبوية و دون مد مظلة الدفاع الجوي الى داخل سيناء لتغطي الهجوم المصري بالمدرعات .. بينما السادات وضع في اعتباره الأبعاد السياسية لتطوير الهجوم في هذه اللحظة و هي أن دمشق كانت ستسقط تحت الاحتلال الصهيوني لأن اسرائيل ركزت جهدها العسكري في سوريا و بدأ جيش سوريا ينهار فضلا عن قرب دمشق من الجبهة و سقوط عاصمة عربية امام اسرائيل كان يمثل مشكلة سياسية للسادات لا سيما أنه كان القائد الأعلي للقوات العربية بالجبهتين السورية و المصرية كما كان أحمد اسماعيل القائد العام للجبهتين .. فهذا لب خلافهما السادات يضغط عسكريا أيا كانت الخسائر ليشد انتباه و جهد اسرائيل لسيناء ليسحب من جهدها المركز على بعد 30 كم من دمشق ليمنع سقوط عاصمة عربية و يعتبر أي خسائر عسكرية في سبيل ذلك أمرا بسيطا محتملا بينما الشاذلي لا يعنيه سقوط دمشق في شئ فكل ما يهمه المعايير العسكرية السليمة و تطبيق الخطة الموضوعة .. فهذا أحسن و هذا أحسن كل في مجاله و هذا أساء و هذا أساء أيضا إذ كان يلزم وضع حل عسكري وسطا يجذب الجهد الصهيوني الى سينا و يبعده عن دمشق و في نفس الوقت بلا خسائر انتحارية كالتي ذكرها الشاذلي .. و الحاصل اننا يجب أن ندرس الأمور بعدل و عمق كي نتعلم من هذه المواقف تمهيدا للاستفادة المستقبلية في هذه المجالات .. أما السادات فاتهامه بالخيانة يمكن توجيهه في مجالات أخرى أبرزها خيانته لدينه و عقيدته و ليس في هذا المجال.