كيف ننهض بالواقع الفكري الضحل للحركة الإسلامية السنية؟؟

بقلم عبد المنعم منيب | 30 ديسمبر, 2015
حسن نصر الله زعيم حزب الله - صورة أرشيفية
حسن نصر الله زعيم حزب الله - صورة أرشيفية

أبحث عن كتابات بشأن إيران وحزب الله، فأجد مئات الكتب والدراسات وآلاف المقالات، كلها تتكلم عن أن إيران وحزب الله رافضة وعملاء لإسرائيل وأمريكا، ومنحلون أخلاقيا وولاد "تيت".. لكن لا تكاد نجد دراسات مفصلة وعميقة عن النجاحات التى حققتها إيران وحزب الله فى السياسية والاستراتيجية والتكتيكات السياسية والعسكرية والأمنية، بل وفى إدارة اقتصاد كاف لتمويل مشاريعهم السياسية والدعوية، وتحت الحصار الإقليمى والدولى، طبعا أتكلم عن كتابات مفكرى الحركات الإسلامية فقط أما الأكاديميون من غير التيار الإسلامى فاهتمامهم وكتاباتهم فى هذه المجالات جيدة وغير قليلة باللغة العربية، وإن كان الأكثر باللغة الإنجليزية.
وبسبب هذا وغيره مما عندنا من قصور فكرى وعلمى، نحن أبناء الحركة الإسلامية السنية فإن واجب الوقت للشباب المتمكنين من طلب العلم أو ممارسة البحث العلمى هو إنتاج جيل كثير العدد عميق الفكر فى فقه السياسة الشرعية والاستراتيجية الشاملة والاقتصاد الإسلامى الكلى، فضلا عن علوم الإدارة للارتفاع بواقع المسلمين السنة الضحل، والذى لا يمكن أن ينتج نصرا وهو بهذه الضحالة، لا سيما ونحن نرى الشباب الذين هم مستقبل الأمة يضيعون أوقاتهم ومجهودهم فى "التهييص مع الهصة" ويكتفون بـ"الردح" لجانب هذا أو ضد ذاك على مواقع التواصل الاجتماعى أو حتى على مواقع الويب عبر مقالات الرأي.
وإن أنسى فلن أنسى مدح واهتمام أمين هويدى لتجهز حزب الله لحربه مع إسرائيل وحسن إدارته لها.. ولمن لا يعرف فإن أمين هويدى أنا أعتبره من أهم علماء الاستراتيجية العرب فى عصرنا هذا وقد درس وتعمق منذ شبابه فى علوم الاستراتيجية والأمن، وله دراسات هامة للغاية فى مجال تخصصه وكثير منها أسس لنظريات استراتيجية عربية معاصرة مهمة اتبعها كثيرون من القادة والدول، وما زال كثيرون يتبعونها.. وهويدى نفسه هو من كتب مادحا الجانب العسكرى والأمنى فى عملية 11 سبتمبر، قرأت له هذا فى جريدة الأهرام أى أنه ليس متعاطفا مع الشيعة أو غيره، وانما يدرس الأحداث بتعمق وموضوعية.