المجموعة أصحاب "فنكوش الثورة" أى توهم الثورة بدأ زنهم حول ما يسمونه بالثورة القادمة فى مصر وأنها على الأبواب (وأغلبهم قاعدون خارج مصر أو كلهم) وشغالين تنظير رغم أنهم بلا علم سياسى ولا ثورى ولاتاريخى ولا يدركون الواقع حق الادراك ولا لديهم خبرة حقيقية فضلا عن أنهم معجبون ببضاعتهم الفقيرة جدا فلا يسعون لأى تعلم، وفى نفس الوقت فإن كلامهم بسخونته وضربه على وتر "هوى المعارضة" يلهب حماس عشرات الألوف من الشباب الذين لا يملكون أى خبرة أو علم يميزون به الغث من السمين فنجد هذا "الفنكوش" يجري نشره بعشرات المواقع والمنتديات و"يشيرونه" بعشرات الالاف فى الفيس بوك.
ورغم هذا كله فلن يصح الا الصحيح، ولكن الفرق هو أن من نَوَّر الله بصيرته يدرك الدجل والضلال السياسى فور إطلاقه ولا ينخدع به بينما قليل العلم والخبرة ينطلى عليه هذا الدجل والضلال السياسى كما انطلى عليهم من قبل دعوة "انتفاضة الشباب المسلم" و"الثورة الثانية" أو "ثورة الغضب" ب ٢٨ يناير الفائت، وقبل هذا كله دعوى قادة الجيش الموالين لمرسى وولاء الحرس الجمهورى له او اعتراض قائد الجيش الثانى على الانقلاب، وقبل هذا كله كون السيسى نفسه اخوان، وكما انطلى على آخرين خزعبلات دينار الدولة الاسلامية، أو فتح كوبانى، وقبلهما إعلان الخلافة واسقاط حدود سايكس بيكو.
كلنا مع الشريعة والخلافة واسقاط سايكس بيكو والخروج من الهيمنة الامريكية والروسية والايرانية..الخ، ولكن :
اوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الابل
هناك حراك "ما" أكيد سيأتى يوما ما.. ولكن كيف سيكون ثورة يا أصحاب "فنكوش الثورة"؟؟
ويظلون يبشرون ويمنون بيناير أخرى.. يا فرحتى .. ومن قال أن ٢٥ يناير ٢٠١١ كانت ثورة مكتملة؟
ألا تعقلون؟
الثورة ليست غضبا أو انفجارا للغضب الشعبى فقط.. الثورة اهداف وبرنامج لتحقيق الاهداف وقيادة مقبولة من الشعب الغاضب وهياكل شعبية قادرة على انفاذ الغضب والبرنامج.
فأين كل هذا من الوكسة التى نعيشها ويزيدها انتكاسا نجوم الانترنت الذين يزيفون الوعى تحت عنوان وشعار "معركة الوعى" فلا هم فاهمين ولا يروجون لمفاهيم موضوعية حقيقية انما يروجون لأوهام تتزيا بزى العلم والموضوعية بل والابداع السياسى والاسلامى والثورى.. وتروج بضاعتهم الفاسدة لأن الزبائن لا يتعبون أنفسهم بالبحث والاستقراء الواسع والمقارنة بين المعلومات والتحليلات والكتابات.
علما أن الاستسهال والارتكان لنجومهم المألوفين عبر قنواتهم التلقينية المألوفة لن يهديهم لأحسن الطرق للخروج من مأزقنا الراهن.
كما قال الشاعر:
لولا المشقة ساد الناس كلهم
الجود يفقر والاقدام قتال
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.