كلمة نديم قطيش .. هل تهدد ثورة سوريا وأحمد الشرع؟

بقلم عبد المنعم منيب | 28 ديسمبر, 2024

الناس اللي بتتداول كلام قطيش بأنه لن يكون هناك مرسي تاني في سوريا ونقلوا أنه قال: "لن يُسمح بتكرار نموذج مصر محمد مرسي مرة أخرى وأن هذا قرار عربي كبير وأن هناك استعداداً لدفع أي ثمن لمنع تكرار النموذج".
والتحليلات المصطبية (تبع المصطبة) شغالة حول هذه الكلمة التافهة.. على العموم انا لم اره بنفسي لكنهم نقلوا عنه هذه المقولة، وتناقلتها وسائل الاعلام فهل هذا يهدد أحمد الشرع والثورة السورية؟.
شوفوا بقى.. الف باء حكم في دول الجنوب (العالم الثالث) هو أن الحكم له عدة أدوات أولها وأبرزها الامساك بعصا الأمن بمعناه الشامل، ومن ذلك الهيمنة على كل ما يسمى في علم السياسة بـ"أدوات القمع المشروع" وهو مشروع لأنه يتم عبر أجهزة الحكومة مثل القضاء والاستخبارات والشرطة والجيش، واليوم سوريا الثورية لديها هذه العصا المتمتعة بكونها شرعية قانونيا لأنها صارت حكومة، وهي أقوى من حيث أنها لم تستحوذ على أجهزة النظام المخلوع فقط بل هي جاءت من إدلب بأجهزتها الأمنية والعسكرية كاملة متكاملة وجاهزة.
ولديها العديد من أوراق القوة الأخرى وأهمها المساندة التركية وهي دولة لها اجهزة أمنية وعسكرية هي الاقوى في المنطقة كلها كما لديها أحزاب حاكمة لها أجهزتها السياسية المتميزة ومراكز بحوثها السياسية والاستراتيجية والامنية المرموقة.
ثم هناك ورقة التعاون الدولي، فتعاون حكومة الثورة السورية مع أوروبا وامريكا قد يشهد تمرير العديد من المعلومات وربما دورات التدريب الامني والاستخباراتي بهدف مواجهة داعش وايران واحتواء الثورة. (رغم ان الثورة لا تفتقر لهذا اصلا كما اوضحنا).
وهناك ورقة وجود علاقة مع المقاومة الفلسطينية بسوريا خاصة الجهاد الفلسطيني وحماس وهؤلاء وغيرهم لديهم أيضا خبرات أمنية واسعة.
وهناك بعض الدول العربية والاسلامية المتناغمة ايضا مع الثورة السورية ولديها اجهزة امنية وسياسية وعلاقات دولية تتيح لها مزيد من المعلومات والتقديريات الامنية والسياسية مثل قطر وليبيا وأفغانستان.
تعالى بقى يا فالح قارن كل ده بكل الحركات المعارضة المصرية سواء الاسلامية منها أو العلمانية. 
أتحدى أن يوجد بقلب قيادة أي تيار (أو جماعة أو حزب أو جمعية منظمة معارضة مصرية سواء كانت اسلامية او علمانية) 3 أشخاص فقط ذوي كفاءة ومهارة نظرية وعملية في الأمن بمعناه الشامل الدولي والاقليمي والوطني، و 3 آخرين ذوي كفاءة ومهارة متخصصة في الاستراتيجية الشاملة.. وهذا بشأن دولة تحوي ربع العالم العربي سكانيا وأهم موقع جيوسياسي عربي وأهم مكانة سياسية تاريخية عربية وأهم قوى بشرية عربية من حيث عدد الأطباء والمدرسين والمهندسين وأساتذة الجامعات والعمالة المهرة..الخ.
وتعالى بقى لمراكز البحوث السياسية والامنية والاستراتيجية التابعة للحركات المعارضة المصرية الاسلامية والعلمانية، فأتحدى أي شخص أن يثبت أن حركة منها تملك أكثر من مركز واحد وبعضها لا يملك أي مركز بحثي، ثم هذا المركز الواحد هو مجرد غرفة وصالة (مجازا) ولا يعمل به سوى واحد من "الشلة" أو واحد ابن اخت "الشلة" او واحد ابن خالة "الشلة" أو واحد ابن عم حد من "الشلة"، ونادرا ما يشغلوا واحد جديد على "الشلة" لكن بشرط ألا يكون سبق وانتقد "الشلة" او حتى أبدى مجرد ملاحظة لا تروق لأي واحد من "الشلة".
يا سادة المعارضة والموالاة اعلموا أن سوريا ذات ال 20 مليون نسمة مرت بسلام والحمد لله، فليتدبر كل منكم "حالته" بدلا من أن يوجه النصائح او الإنذارات أو حتى يحاول ركوب ترند سوريا، فالترندات لا تصنع واقعا جديدا ولا قديما وإنما يصنع الواقع فكر وسواعد أهل الحد والجد.
وكل هذا ذكرني بفيديو لشاب علوي سوري معلقا على مظاهرات العلويين ضد حكومة الثورة، وقال فيه كلام كثير عقلاني لكن لفت نظري جملة دقيقة علميا من جهة علم السياسية رغم عاميتها اذ قال: "هؤلاء لما كانوا لسه اسمهم فصائل اكلونا (الخر...) فمابالكم الآن بعد أن صاروا هم الجيش السوري"انتهى.