أكتب التالي لأسباب محددة لاحظتها:
أنا لدي انتقادات أساسية على جميع الحركات الاسلامية المعاصرة الموجودة الآن في العالم كله (عدا قلة نادرة مثل طالبان أفغانستان والعدالة والتنمية التركي والمقاومة الفلسطينية الإسلامية)، وأعتبر أن أغلب قادة الحركات الإسلامية المعاصرة (وليس الأعضاء) لديهم خلل وأخطاء جوهرية ساهمت بدرجات متفاوتة في صنع واقع الأمة المهين الراهن.
كلنا بشر ولسنا ملائكة ولا أنبياء فلدينا أخطاء، لكن هؤلاء يتحكمون في جزء من موارد الأمة الإسلامية البشرية والسياسية والاقتصادية، ووظيفة القائد هو حل المشكلات والتغلب على التحديات وإنجاز الانتصارات فإن كان عاجزا عن هذا فهو عاجز عن القيام بوظيفته، ويمكن لأتباعه الذهاب لخطبة الجمعة ليسمعوا مواعظ بشأن الصبر والإيمان بالقدر حلوه ومره، فهذه ليست وظيفته الأساسية.
البعض صنفني خطأ وحسبني على هذه الجماعة او تلك بناء على تخيله أو توهمه، أو بناء على صلاتي الشخصية بأحد رموز الحركة هذه وتلك، ومعلوم لأي شخص مركز مع كتاباتي وخاصة كتابي الأول أنني لي صلة بكل رموز الحركات الاسلامية لكنها صلات انسانية شخصية.
ومع هذا كله لا أقول مثلما يقول السطحيون والمتهورون أنه يتحتم حل هذه الجماعة أو تلك، و لا أقول أن هذه الجماعة أو تلك لا قيمة لوجودها ولا فائدة من وجودها، لأن من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل وأدركه، ولأن أغلب الحركات الاسلامية يغلب عليها الحق عقيديا وفقهيا، بينما أغلب اخطائها هي سياسية وادارية وطبعا هذا له حكم فقهي بالخطأ الفقهي.
وأيضا وجود نفعيين وانتهازيين وفاسدين في الحركات الإسلامية أمر واقع وسبق وكتبت عنه عدة مرات ومنها مقال من حلقتين هنا، ولكن هذا ليس الأصل بل هو أمر طاريء ووارد كاستثناء، وليس مثل الأنظمة الحاكمة في العديد من الدول، وكذلك العديد من الاحزاب السياسية التي تدعي اليمين أو اليسار التي تأسست على النفعية والانتهازية والفساد اصلا.
إن وجود الحركات الاسلامية يحقق العديد من الايجابيات لكنها دون الحد الأدني من المأمول وبالتالي فيتحتم على كل منها تغيير نفسها ومعالجة أخطائها، وإلا فسنة الله ستجري عليها ولا تجد لسنة الله تبديلا، وسنة الله بشأن من يساهم في هوان الأمة وهزيمتها ولا يغير ذاته ويطورها معروفة، قال الله تعالى: "وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" سورة محمد آية 38، لأن التغيير والتطوير الآن ليس ترفا ولا وجاهة إنما هو حتمية، اذ يباد المسلمون في كل بقاع الأرض بلا أي مدافعة ذات بال.