تتويج ملك بريطانيا.. والأزمة السودانية.. وخطاب السوشيل ميديا والإسلام

بقلم عبد المنعم منيب | 30 أبريل, 2023
ملك بريطانيا
ملك بريطانيا

قال الله عز و جل: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} سورة النساء الآية 140.. والآية دليل على حرمة المشاركة في التجمعات التي تتناول الاسلام بالطعن والاستهزاء.

وهذا يشمل في عصرنا الحالي المشاركة في تجمعات الطعن في الاسلام والاستهزاء منه التي تجرى على الانترنت كما يحدث في مواقع السوشيل ميديا حيث تجد المستهزئ من الاسلام الطاعن فيه يروج لدعاويه على تويتر أو الفيسبوك أو على اليوتيوب وغيرها من مواقع السوشيل ميديا وتجد جزءا كبيرا من الجمهور المتفاعل معه هم من المتدينين فكل منهم يقول له: "اتقي الله هذا حرام..الخ" كأنه سيتعظ أو سيتراجع من كلمتهم، ولا يدركون أنهم بتفاعلهم هذا يدعمونه ويشهرونه وينشرون أطروحاته أكثر وأكثر، فيساعدون على انتشاره بسذجاتهم وفضولهم، ويقعون تحت وعيد هذه الآية المحكمة.

*****

هناك قناة على اليوتيوب مشترك فيها مئات الآلاف لم ار منها سوى فيديو واحد مؤخرا عن السودان (حقق ف 48 ساعة أكثر من 150 ألف مشاهدة) أول عبارة قالها بالنص: "قطعا لا يوجد اي تدخل خارجي في صراع السودان" فأغلقت الفيديو فورا ولم أكمله، لا أتعجب من جهل صانع الفيديو ومقدمه فقنوات اليوتيوب مليئة بجهلة لكن أتعجب من الجهلة الذين يقبلون عليه بمئات الآلاف ويتابعونه ويتفاعلون معه..

وهناك فيديو عن حرب اكتوبر 1973 حقق على يوتيوب أكثر من 3 مليون مشاهدة -(تخيل هذا واحد فما بالك القناة نفسها مشترك فيها كم مليون)- يقول في الفيديو إن وزير الدفاع في مصر وقت حرب أكتوبر 1973 كان الفريق سعد الدين الشاذلي.. تخيل حجم الجهل لشخص يُعد فيديو ويصدقه ويتفاعل معه ملايين لايفقهون شيئا..

وناهيك عمن يفتري على الدين بفيديوهات عن سور قرآنية أو أدعية تجلب المال وتقضي على الفقر أو تعالج أمراض محددة بلا أي دليل شرعي حقيقي فضلا عن تجار ما يسمى بالرقية الشرعية والقاب الراقي الشرعي فلان، وكلها أمور لم يرد عليها دليل شرعي واحد فلم يعرف أحد من الصحابة ولا التابعين بمثل هذا اللقب كما لم يرد تحديد رقية شرعية محددة غير المعوذتين والاخلاص والفاتحة..

وفوق هذا كله نجد هؤلاء الذين يروجون للسحر ويحلفون مائة يمين أنه مجرب ونافع..الخ..الخ.

هذه كلها مجرد أمثلة بسيطة..

وبالتالي فإنني أنصح كل من يرد أن يتعلم او يحصل على معلومة صحيحة أن لا يأخذها الا من شخص مشهور بالعلم والصدق والا فلا يأخذها من سوشيل ميديا بل يبحث عنها في الكتب العلمية الموثوقة.

*****

وبمناسبة اليوتيوبر الساذج الذي تكلم عن السودان زاعما أنه: "لا يوجد أي تدخل أجنبي فيما يجري هناك حتى الآن"، فهو لا شك إما إنه مغفل أو إنه يستغفل متابعيه، ولكن على كل حال فإن ما يجري في السودان هو صراع على السلطة بين حميدتي قائد قوات الدعم السريع وعبد الفتاح البرهان قائد جيش السودان، وبينما الجنرال حميدتي مسنود من الإمارات وروسيا فإن البرهان يتكيء على الولايات المتحدة ومصر وكان سابقا قد غازل كلا من إسرائيل وتركيا لكن غير واضح حتى الآن هل تسانداه عسكريا وأمنيا أم لا.

ومن المعروف ان الجنرال حميدتي قائد قوات الدعم السريع هو ملياردير وجزء من ثروته في إثيوبيا حيث له شركات هناك والجزء الآخر من ثروته في دولة الإمارات العربية كما إنه يصدر لها الذهب السوداني.

و حميدتي سبق وتواصل مع روسيا وسعى لتنفيذ مخططاتها في تشاد وافريقيا الوسطى وتصدت له اميركا في تشاد.

كما أن حميدتي متحالف مع الجناح الأكثر علمانية والأكثر تشددا ضد الاسلام في حركة قوي الحرية والتغيير السودانية قحت.

*****

"من المقرر تتويج تشارلز ملكا بشكل رسمي في كنيسة وستمنستر بلندن الأسبوع المقبل في حفل يحضره رؤساء دول وشخصيات أجنبية.

وبوجود شاشة جديدة ستوفر "خصوصية مطلقة" في الجزء الأكثر قداسة من المراسم، مما يضمن أن عيون العالم لن ترى الملك وهو يجري مسحه بزيت مقدس أثناء عملية المسح بالزيت المجلوب من القدس على يديه وصدره ورأسه.

ويواصل القصر الكشف عن تفاصيل مراسم التتويج، والتي من المقرر أن تكون أقل حجما مقارنة بتتويج إليزابيث، لكنها ستظل حافلة بالأبهة والعظمة لتعكس تقاليد تعود إلى ألف عام مضت".أ.هـ.

هذه الفقرة من تقرير على موقع الحرة عن حفل تتويج ملك بريطانيا تشارلز الثالث..

خذوا بالكم.. تتويجه سيكون في كنيسة وباستخدام زيت مقدس قادم من القدس، ومراسم التتويج تعكس تقاليد تعود إلى ألف عام مضت..

وبالنسبة لفقرة الكنيسة والزيت المقدس القادم من القدس فكلموني عن العلمانية و(البتنجانية) بتاعت التقدم اللي بيصدعونا بها أذناب بريطانيا وأوروبا في بلادنا، أم أن العلمانية في مواجهة الاسلام فقط أما الكنيسة المسيحية أو الكنيس اليهودي او المعبد الهندوسي فهذا أمر عادي أن يتدخل أي منها في السياسة بلا أي عيب أو غضاضة.

وأيضا بالنسبة لفقرة التقاليد التي عمرها ألف عام فكلمونا عن أنه لا ينبغي الالتزام بتقاليد حضارتنا الإسلامية التي هي أعظم حضارة في الكون إنْ من جهة العدل والانسانية والحريات العامة والشخصية أو من جهة الإنجازات المادية، وحتى لو فرضنا جدلا أنها لم تكن كذلك فهي أفضل من حضارة بريطانيا التي استعبدت نصف العالم وأبادت شعوب قارات كاملة ونهبت ثروات العالم وفجرت العديد من الحروب الضخمة الظالمة التي دمرت البشرية كلها ولعل أشهرها الحربين العالمتين الأولى و الثانية، وبغض النظر عن هذا كله فأيهما أولى:

- أن نتمسك بتقاليدنا الصالحة التى لا تخالف شريعة الاسلام؟؟

-أم أن ننسلخ منها بينما نقلد تقاليد الغرب الظالم للبشرية ولنفسه؟؟

لماذا يتمسك الغرب بتقاليده بينما هذا الغرب نفسه يعلمنا نحن المسلمين أنه يجب الانخلاع من كل تقاليد حضارتنا العظيمة وإسلامنا الحق، أم أن التقاليد سيئة يجب التخلص منها إن كانت إسلامية بينما هي جيدة وجميلة يجب التمسك بها إن كانت مسيحية غربية أو هندوسية تعبد البقر وتقدس أرواثه؟؟!!