ومضات أسبوعية حول أوضاعنا الحالية والأحداث الجارية (1)

بقلم عبد المنعم منيب | 20 سبتمبر, 2021
اقنعة تنكرية
اقنعة تنكرية

سبحان الله ما هذه الصدفة اذ مع استبعاد اخر حزب إسلامي حاكم بدول العرب تصعد طالبان للحكم في دولة مسلمة من مسلمي العجم بعد ان مرغت انف أعتى الامبراطوريات المعاصرة في التراب.
وذلك ربما له اسباب عدة يطول شرحها ولعل أبرزها أن العرب بدون تدين موكوسين، والعجم المسلمين أفلحوا وأغلب التاريخ الاسلامي نجد أنه حكم الأمة الاسلامية منذ سنة 230هـ وحتى سقوط العثمانيين 1341هـ حكام أغلبهم (إن لم يكن كلهم) من المسلمين العجم لا العرب، من فرس وترك وأوربيين وكرد وبربر وأفارقه.

***

كتب الدكتور هشام برغش على تويتر:
((بعض المنظرين العرب الذين أثبتوا بجدارة فشلهم الذريع في السياسة وجهلهم المريع بالإدارة وأوردوا الناس المهالك لايزال مُصرًّا على ممارسة دور الأستاذية على من استطاع أن يهزم أعتى الإمبراطوريات!!
و يريد أن يملي عليهم تصوراته العقيمة عن الدولة وتكوينها وإدارتها وشكلها!)) انتهت التويتة..
وعلقت عليها بالتالي: ((هذا تماما ما كان على طرف لساني فكنت أريد أقوله لكني كنت سأصيغه صياغة حادة فأمسكت عن قوله))..

***

والله يا أهل الخير أنا أكاد أيأس من كثرة إفتاء المنتسبين للتدين الإسلامي في شتى قضايا الساعة والأحداث الجارية بغير هدى من منهجية علمية موضوعية سليمة ومخالفتهم في مقالاتهم هذه لأبسط الابجديات العلمية إن في المعلومات التي يسندون لها فتواهم ومقالاتهم أو في منهجية الاستدلال بالمعلومات أصلا حتى لو كانت معلومات صحيحة فهم في توظيف المعلومات الصحيحة كمن يقول: ((القمر يطلع في الليل (معلومة صحيحة) إذن فالقمر يطلع بعد آذان الظهر فورا)) انتهى المثال.. وهو بمثابة فتوى او استنباط او تحليل منه ينشره على السوشيال ميديا أو يعلنه على الفضائيات أو ينشره ضمن مقال على موقع صحفي او إسلامي مرموق على الانترنت.
يا أهل الخير.. كم من رمز جماهيري شهير من أي تيار فكرى ينتصب للإفتاء في أي شأن عام فقهى أو عقيدي أو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو عسكري أو أمنى ويطلق كلاما بمنتهى السطحية والتفاهة والجهالة ولا يستند إلى منهجية علمية ورغم هذا لا يوجد من يتصدى له ويفضح أخطاءه أو ضلالاته وحتى لو انبرى له خبير لبيان الحق فلا يسمع أحد لهذا الخبير لأنه ليس رمزا مرموقا مثل المتكلم وليس له أتباع مثل المتكلم.
وهذا كله من مظاهر أن الأمة الإسلامية والعربية صارت فوضى لا سراة لها حينا وفى أغلب الأحيان نجد أن جهالها هم من سادوا كمثل قول الشاعر العربي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة لهم إن جهالهم سادوا
فما يجرى الآن هو فوضى فكرية وجهالة ترفع شعار العلم والبصيرة والوعى بينما هي تضليل وتسطيح فكرى بقصد وبغير قصد ولا يقوم بذلك أشخاص مغمورون فقط بل يقوم بهذه العملية رموز ومشاهير وأشخاص برزوا في المجال العام لسبب أو لآخر ، قد يكون أحدهم اشتهر لأنه متخصص في الحديث أو الفقه أو العقيدة فبرز لذلك فأخذ يفتى في السياسة أو الاقتصاد أو الاستراتيجية العسكرية أو الأمن القومي أو الإقليمي أو الدولي بغير علم فيها، بالضبط كما قد يكون اشتهر لأنه متخصص في السياسة الوضعية فقط فيفتى في الفقه أو العقيدة بغير علم، أو اشتهر لأنه إعلامي فقط فيفتى بغير علم في أي من علوم الدين أو العلوم الاجتماعية المختلفة والمذكور أكثرها آنفا.
فما الحل لمشكلة عدم الفهم أو سوء الفهم في واقعنا الاسلامي المعاصر؟
كتبت بفضل الله وتوفيقه مقالات عدة توضح الكيفية العملية لحل هذه المشكلة وسوف أضع روابط مقالين منهما في نهاية هذه الفقرة ثم من كان حريصا على الالمام بالحل فليصل بنفسه لبقية مقالاتي هنا على الموقع هنا ومقالات غيري في هذا المجال.

عن أزمة التفكير الإسلامى المعاصر وكيفية حلها

كيف نفهم حقائق واقعنا المعاصر فهما صحيحا اليوم ؟

***

شيء مهم عجيب لاحظته و نغفل عنه جميعا وهو أن من يتبنون رأي القاعدة او داعش قسمان:

الأول-صادقون في فكرهم رغم مخالفتنا لهم ((لكن نشهد بصدقهم)) وهؤلاء يلقون حتفهم في الساحات وبعضهم معروف شخصيا لأهل بلده..الخ.

اما القسم الثاني-فهو أمره مريب للغاية فهو قاعد في التكييف أمام الكيبورد في أمان ويتمتع بالدنيا ويبخل بدنياه (وقت-جهد-مال-نفس) لكنه يملأ فضاء الانترنت صراخا وعويلا مدعيا أن لا حل إلا الجهاد والاستشهاد والدم والسلاح وهكذا، ويسخر من كل من يخالفه بل و يسفه كل مخالفيه ويرميهم بالجبن أو حب الدنيا بينما هو لا يفعل ما يدعو له ويدعيه فهو لا يضحي بدولار واحد ولا بقطرة دم واحدة ولا حتى بقطرة عرق واحدة بل هو لا يجلس أمام الكيبورد ليطلق هذه الدعوات المدعاة إلا وقت فراغه من التمتع بألوان دنياه الأخرى في الواقع العملي لا الافتراضي، وهذا القسم لا يخرج عن نوعين من الناس:
 الأول- عملاء أعداء الإسلام الذين يفعلون هذا بهدف محاربة الإسلام السني الحق وفق خطط مرسومة لتضليل المسلمين ورميهم في أودية التيه الفكري والحركي.
 والنوع الثاني- هم روبيضات من المسلمين الأدعياء يتمتعون بدنياهم ثم يواصلون متعتهم بالنشاط على الانترنت بهذه الطريقة التي ربما تريحهم نفسيا إما بالشهرة أو بالإيحاء أنهم أهل صلابة في التدين.