سر صفقة دولة الإمارات العربية مع إيران لفصل جنوب اليمن عن شمالها

بقلم عبد المنعم منيب | 11 أغسطس, 2019
صفقة ايران ودولة الامارات
صفقة ايران ودولة الامارات

سربت دولة الامارات العربية المتحدة أخبارا عن انسحاب قواتها من اليمن فيما أشبه بالإعلان الرسمي، وبالمواكبة مع هذا الإعلان الرسمي إماراتيا أعلنت دولة الإمارات العربية عن مباحثات و مفاوضات وزيارات مع إيران كما صدرت تصريحات مهادنة من الحوثيين تجاه الإمارات بجانب استمرار التصعيد العسكري الحوثي ضد مواقع الداخل السعودي باستخدام صواريخ وطائرات بدون طيار وإثر ذلك كله شنت الميليشيات التابعة للامارات بعدن وجنوب اليمن هجوما ضد قوات ورموز حكومة رئيس اليمن عبد ربه منصور هادى المعترف بها دوليا وعربيا كحكومة لليمن كله.

والليلة أحكمت الميليشيات اليمنية الجنوبية التابعة للامارات سيطرتها على معظم مواقع الحكومة داخل عدن ومن المعلوم أن هذه الميليشيات ترفع شعارات استقلال جنوب اليمن لتعود اليمن مقسمة (كأيام السبعينات من القرن العشرين) إلى دولتين مستقلتين منفصلتين جنوبية عاصمتها عدن وشمالية عاصمتها صنعاء.

وبهذا كله يتضح لنا أن الإمارات أعدت من بداية دخولها اليمن خطة لعقد صفقة مع إيران ولكنها أخفت الأمر حتى يحين وقته المناسب عندما انتهت من إعداد وتدريب وتسليح ميليشيات تابعة لها اشترتها بالمال ونحوه (أبرزها ما يسمى بقوات الحزام الأمني)، وكذا ضاق الخناق على إيران دوليا فصارت بحاجة لأى متنفس كما استنزفت السعودية فى جبهات شمال اليمن فى صراعها مع الحوثيين فباتت لا يمكنها مقاومة المخططات الإماراتية فى جنوب اليمن.

وهكذا تمكنت الإمارات من عقد الصفقة لتقسيم اليمن؛ لتأخذ الجنوب تحت ستار القوى اليمنية الجنوبية الداعية للانفصال واستقلال جنوب اليمن وبذا تحقق دولة الامارات العربية أطماعها فى سواحل وجزر جنوب اليمن وما تملكه من موانى وموارد اقتصادية مهمة وتخلع نفسها من صراع وحرب استنزاف قد تطول مع الحوثيين و من خلفهم إيران.

وهذا يمكنها أيضا من أن تتجنب عمليات إيران الإرهابية فى الخليج العربي أو حتى بداخل أراضى دولة الامارات العربية نفسها (نتذكر هنا القصف الحوثي السابق بطائرات دون طيار ضد أبو ظبي).

كما تتفرغ الامارات لمشروعاتها الإقليمية الأخرى الأهم كمشروعها الذي يستخدم اللواء المتقاعد خليفة حفتر فى ليبيا التى مازالت تظنها غنيمة باردة ولقمة سائغة.

أما بالنسبة لإيران فتكسب من هذا الاتفاق أن تتفرغ عبر الحوثيين لهزيمة السعودية ودفعها للاعتراف بأمر واقع جديد يتضمن يمن شمالى حوثي ويمن جنوبي امارتي، و تأمن جانب الامارات ولو قليلا فى مجال عمليات التهريب الإيراني القائم على قدم وساق عبر المنطقة التجارية الحرة فى دبى للتغلب على الحصار الاقتصادي الدولي والإقليمي ضد إمبراطورية ولاية الفقيه الشيعية بالمنطقة.

وفى هذه المرحلة فإنه لا مانع أن يظل الحوثي داعيا لوحدة اليمن بالشعارات فقط دون تحرك عسكري ذى بال لحين خروج الولى الفقيه من عنق الزجاجة بالتفاهم مع الولايات المتحدة وتدجين السعودية وتحييد إسرائيل وحينها سوف يدفع الحوثي لإفتراس الوجود الإماراتي فى الجنوب لتنفرد الإمبراطورية الشيعية بخيراته دون مشاركة من الإمارات ولا غيرها.