دروس سياسية وإدارية فى فقرات قصيرة وسهلة (3)

بقلم عبد المنعم منيب | 13 مارس, 2019
دروس سياسية
دروس سياسية

تتواصل على أمتنا الأزمات لاسيما فى الجزائر والسودان واليمن وسوريا والعراق وليبيا وتونس بينما لا تكاد تخرج مصر من أزماتها حتى اليوم، ورغم هذا كله وفى سبيلنا لتمهيد العقول لتتصدى لحل الأزمات نواصل فى هذا المقال توضيح عدد من الدروس السياسية والإدارية المهمة بأسلوب سهل ومبسط عبر فقرات قصيرة وسهلة، و هذه هى الحلقة الثالثة بفضل الله ومنته علينا:

إذا أردت أن لا يصيبك خذلان فى أى موقف تقفه أو تنافس أو صراع  تخوضه فلا تعتمد على أحد إلا على الله وحده.
***
عدم السياسة يكون أحيانا هو نوع من السياسة.
***
لو كانت أرضك تصلح لزراعة القمح ثم زرعت بدلا منه شعيرا فأنت من اخطأت واوقعت نفسك فى خسارة لا داعى لها.
***
السياسة تتوسل لأهدافها بكل الأساليب وبالشيء وضده:
الكلام أو الصمت.
الحرب أو السلم.
القوة أو الضعف.
الإقناع أو الإكراه.
اللين أوالشدة.
الاقتحام أو الإحجام.
الجرأة أو الحذر.
 اللعب أو الجد أو المزاح و الهزل.
 الحماس والعاطفة أو التعقل و الحكمة.
 العلم أو الجهل.
 الذكاء أو السفه.
 الحلم أو الحمق والجهالة.
....الخ 
فكل شىء وارد ويستخدمه الساسة العباقرة الأذكياء وليس أشباه الساسة ولا أغبياء السياسة.
***
الانسحاب فن من فنون القتال إذا كان مناورة بالقوات أو حفظا لقواتك من خسارة محققة، وقد فعلها سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضى الله عنه فى مؤتة وأقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينها، و كما هى فن من فنون القتال فهي أيضا فن من فنون السياسة بل فن من فنون أى صراع أو تنافس إذا أحسنت مكانها وأسلوبها وتوقيتها.
***
اذا تدنت الموارد عن المستوى المطلوب لحسم التنافس أو الصراع لصالحك فاعلم أن قوة الفكر والإبداع الفكري يعوضان كل هذا التدني ويوفران لك ما تفتقده لتفوز. 
وذلك في السياسة والإدارة والتجارة والاقتصاد والرياضة..الخ
***
احذر من عدوك الذى كشف وجهه لك وكن أشد حذرا من عدوك الذي يتخفى منك.
***
مهارة القيادة تغنى صاحبها عن استخدام المكابح (الفرامل) فلا يحتاج للمكابح إلا فى حالات قليلة للغاية.
***
قوة الضعف.. وما ادراك ما قوة الضعف؟؟
لو تمتع صاحبها بفكر يناسبها لسطت سطوة لا تقل فى ثمرتها عن سطوة القوة المطلقة (قوة القوة).
***
ضعف القوة.. وما أدراك ما ضعف القوة؟
عندما تحوز القوة بجوهرها الفعلى بكل مواردها الحقيقية إلا موردا واحدا وهو إما قوة النفس أو قوة القلب أو قوة الفكر الذي يحول قوتك إلى صانع أول للحدث بما يحقق أهدافك المبتغاة.
حينها الكل يرى ما تحوزه من موارد القوة وقد لا يفهم ما تفتقر له فيتعجب من ضعفك رغم امتلاكك القوة.
***
مشهد يتكرر كل ساعة بمكان ما:
زيد- احذر إنه ذئب يريد أن يفترسنا.
عمرو- لا داعى للخوف أبدا إنه كلب.
زيد- ليس كلبا انه ذئب، ثم ما دليلك انه ليس ذئبا؟
عمرو- يا اخى سبحان الله كيف تسىء الظن به وتدعى هذا رغم أنه قال بلسانه إنه ليس ذئبا.. ولنا الظاهر".
هذا حال متدينين كثر عندما يمارسون شئون الأمن أو السياسة.
ويخفى عليهم أن الذئب عادة يتخفى فى زى حمل كى يصل لهدفه.. و لا يصرح أبدا بحقيقة أنه ذئب جاء ليفترس.
***
فقهاء المسلمين ينبغي أن يتحرروا عن الحركات السياسية لتكون فتاواهم بحسب الأولويات والحسابات التى يمليها عليهم الفقه الإسلامى وحده وليست بحسب الأولويات والحسابات التى تمليها عليهم هذه الحركات والأحزاب السياسية التى هى كلها فاشلة فى عالمنا العربي والإسلامي.
***
نهاية أي عام ليست نهاية التاريخ سواء لمن فشل أو نجح أو انهزم أو انتصر قال تعالى: (وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين).
*** 
قال تعالى: (وكم أهلكنا قَبْلَهُم من قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُم بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِن مَّحِيصٍ) ق آية 36.
(هل من محيص) أي : هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره؟ وهل نفعهم ما جمعوه ورد عنهم عذاب الله إذ جاءهم لما كذبوا الرسل؟ فأنتم أيضا لا مفر لكم ولا محيد ولا مناص.
***
(أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون) سورة الطور آية 42.
(وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام) سورة إبراهيم آية 46-47.
***
قال تعالى: (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون) سورة الانعام آية 94.
وقال سبحانه: (وبرزوا لِلَّهِ جميعا فَقَالَ الضعفاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شىء قالوا لو هدانا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا من محيص) سورة إبراهيم آية 21.
(وَإِذْ يتحاجون فِي النار فَيَقُولُ الضعفاء لِلَّذِينَ استكبروا إِنا كنا لَكُمْ تبعا فَهَلْ أَنتُم مغنون عنا نصيبا من النار . قَالَ الذين استكبروا إِنا كُل فِيهَا إِن الله قَدْ حكم بين العباد) سورة غافر آية 46-47.
فالمستكبرون يضلون ضعفاء وفقراء ثم لا يملكون التخفيف عنهم فى الآخرة.
***
لو استطعت حجب ضوء الشمس عن العالم كله فحينها فقط يمكنك حجب الحقيقة عن طلابها.
***
خطوات هدم الأسرة تجرى على قدم وساق فى الغرب ومنه تفرض على العالم كله وتتخفى تحت شعار العدالة وحقوق الانسان وأبرزها السماح للأطفال باشتكاء أسرهم والتمرد عليها وتقنين واحترام زواج  الشواذ (=المثليين)، بجانب طبعا دعوات تحديد النسل او تنظيمه وتحليل الاجهاض.
والهدف من هدم الأسرة كنظام اجتماعى هو تقليص عدد سكان العالم كله كى يسهل على القوى الصهيونية (المسيطرة اقتصاديا على العالم) أن تحكم سيطرتها على شعوب العالم، وهم لن يمكنهم غسل مخ اكثر من 6 مليار مواطن وتضليلهم إعلاميا كلهم ولذلك فهم يسعون لتخفيض عدد سكان العالم ليقتصر على مليار واحد أو أقل.
***
أحيانا تضطر للانسحاب من معركة ليس ضعفا عن المواصلة حتى النصر وإنما لأنها معركة مع تافه او سفيه على أمر تافه فتترفع عن المواصلة وتنسحب لأن التفاهة والسفاهة لا تليق بك، بينما يرى الحمقى انك انسحبت ضعفا بينما أنت لم تنسحب إلا لأنك أقوى من السفاهة والتفاهة.
***
قال صلى الله عليه و آله و سلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارقه واعمل ما شئت فإنك مجزي به واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس» رواه الحاكم في المستدرك و البيهقي في سننه و غيرهما و حسنه الألباني في صحيح الجامع برقم 73.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقرأ الحلقتين السابقتين إن شئت على الروابط التالية:

دروس سياسية فى فقرات قصيرة سهلة (1) 

دروس سياسية في فقرات قصيرة سهلة (2)