كتاب هدى القرآن فى السياسة والحكم بين الحقيقة والافتراء

بقلم عبد المنعم منيب | 22 يناير, 2019
القرآن والسنة
القرآن والسنة

كتب احدهم كتابا يزعم انه يشرح هدى القرآن فى السياسة والحكم واطلعت عليه بعد نشره فوجدت أن كل همه وكل جهده محو أحكام القرآن والسنة فى الحكم والسياسة وليس شرحها وتبيانها بعكس ما يوحى عنوان الكتاب، فكتبت نقدا مجملا ومختصرا سريعا على هذا الكتاب السىء الذي يسوق الضلال بدعوى العلم والعقل ومقاصد الشريعة والحداثة.

وكتبت النقد التالى تعليقا عليه، و رغم أنه مجمل جدا لكنه شامل جدا فلو درس أحد كلامى هذا ثم أنزله أو طبقه على كل صفحة أو كل جزئية فى الكتاب المذكور فسوف يجد أن هذه الجزئية مندرجة تحت أحد أجزاء كلامى المختصر الناقد هذا.

وبالحقيقة لا أحبذ كثرة الاسترسال أكثر من هذا فى تتبع ضلال أهل الضلال لانه يصنعون شبهات ليل نهار وكلها تندرج تحت أمهات او مسارت محددة لا يخرجون عنها من نحو:

تاريخية نصوص الكتاب والسنة.

أو التشكيك بصحتها.

أو اصطدامها بالعصر الحديث وعدم مناسبتها له.

أو أن الواجب هو الالتزام بمقاصد الشريعة وليس نصوص الشريعة.

ومن هنا يكفى الرد على هذه المسارات بعيدا عن تفاصيلها.. (على الاقل من ناحيتى انا وكل ميسر لما خلق له).. واليكم نص تعليقي عليه:

كتاب عبارة عن كلام فارغ.. بذل المؤلف كل جهده السفسطائى والديماجوجي ليثبت زورا أنه يبنبغى ألا نتقيد بنصوص القرآن والسنة وإجماع علماء المسلمين لأنها أمور تاريخية بحسب زعمه تارة أو أمور لم تقدر على مواجهة متطلبات التاريخ بل هى تواجه متطلبات التدين فقط تارة اخرى ولأن الالتزام بها يؤدى للاصطدام بالحداثة.. اى منهج علمى أو موضوعية هذه؟؟

وأى دين أو أى عقل علمى موضوعي يدعو لأن نصنع تقديسا واحتراما لما يسمونه بالحداثة ونلغى ديننا من أجل عدم الاصطدام بها؟؟

أيهما أولى بالاحترام والتقديس الإسلام أم الحداثة؟؟ ثم ألم يأت المؤلف نبأ أن الحداثة انتهت ونعيش الآن فى عصر مذهب ما بعد الحداثة؟؟ فهل سيؤلف كتابا آخر ليوائم بين الإسلام (بمزيد من التحريف) و"ما بعد الحداثة"؟؟.

ثم إن الاتكاء على مقاصد الشريعة لنفى الشريعة ونفى نصوص القرآن وصحيح السنة وإجماع علماء الأمة هو ليس منهجا مقاصديا ولا شىء إنما هو دجل يتزيا زورا بزي العلم لأن إعمال مقاصد الشريعة أمر تابع للنصوص وليس بديل عنها أو نافيا لها ليس لأن علماء المسلمين أجمعوا على هذا فقط ولكن لسبب آخر بسيط جدا وبديهي هو أن مقاصد الشريعة إنما استخلصت واستنبطت من النصوص فلو نفيت النصوص فانت قد نفيت المقاصد نفسها.

أما الزعم بتاريخية أحكام الإسلام سواء كان مصدرها الكتاب أو السنة أو الإجماع فهو قول باطل لا يقبله الإسلام لأن هذا الزعم معناه أن الأحداث التاريخية هى التى صنعت أحكام الإسلام فهو ليس بوحى إذن ، أو أنه وحى نزل لمرحلة تاريخية محددة ولا يشمل أى زمان آخر، وهذان الأمران يتناقضان مع الإسلام فأهم وأول أسس الإسلام هو أنه وحى من الله نزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه جاء من السماء للناس كافة بكافة اجناسهم وفى كافة عصورهم وهذا ثابت بالقرآن ومن زعم غير هذا فهو ينكر عددا من آيات القرآن، فأى إسلام هذا الذي جاءوا به ليلغي جانبا من القرآن؟! هل هذا إسلام فعلا أو تجديد فيه حقا ؟! أم أنه تحريف للإسلام؟!.

وأخيرا فيجب أن نذكر بأن التشكيك فى صحة نقل السنة هو تشكيك فى القرآن نفسه لأن القرآن الكريم إنما نقله الرواة عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لنا بنفس طريقة نقل السنة وبنفس القواعد المتبعة فى نقل السنة من الاعتماد على الأسانيد (الاسناد هو سلسلة الرواة الذين ينقلون الحديث أو الآية).