تعرف على العقاب الإلهي ضد شعوب عصت الله وانحرفت عن الصراط المستقيم

بقلم عبد المنعم منيب | 5 ديسمبر, 2015
 العقاب الإلهي
العقاب الإلهي

أي شعب يعصى الله و يخالف أمره فقبل أن ينزل عليهم  العقاب الإلهي فإن الله يبتليهم بالأزمات الاقتصادية و الأمراض لعلهم يرجعون الي الله و يستقيموا على الصراط المستقيم لكن اذا استمروا على عتوهم و استكبارهم فإن الله يطيح بوجودهم بشكل شبه كامل كما حدث مع قوم فرعون قال تعالى: "فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ. وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ۖ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَىٰ أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ. فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ" الأعراف 133-136.

و هذه سنة عامة و ليست فقط خاصة بقوم فرعون قال تعالى : "وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ. ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّىٰ عَفَوا وَّقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ" الأعراف 94-95.

و عذاب الله ليس شرطا بأن يكون خسفا أو إغراقا و نحو هذا مما أصاب الأمم المذكورة في القرآن ممن هم قبل نبينا كما لا يتحتم بأن يكون تمكينا للمؤمنين في حالة ما كان المؤمنون لم يستكملوا شروط سنة الله الكونية في التمكين بل قد يكون العذاب بتسليط قوم آخرين عليهم يسومنهم سوء العذاب كما حدث مع بني اسرائيل و غيرهم في عصور مختلفة و كما ورد في العديد من الأحاديث النبوية بشأنهم و شان غيرهم. 

و انطلاقا من هذا كله فإني أرى أن العقاب الربانى فى هذا العصر قد يأتى فى صورة اندلاع ثورة جياع ينتج عنها فوضى لا تبقي و لا تذر حيث تكون الكلمة العليا فيها للأجيال التي أنتجتها ثقافة القرنين الآخيرين التى استشرى فيها إدمان المخدرات والخمور والتحلل من كل أو أغلب القيم الأخلاقية الحميدة فتعيث هذه الأجيال عتوا و فسادا رافعة في يسراها قطعة مخدرات أو زجاجة خمر و في الأخرى سلاحا.

و هذا لا يمنع أن هناك احتمالا بأن يكون عذاب الشعب "ما" عبر تولي حاكم ظالم و تسليطه علي الشعب الذى عصى الله وخالف أوامره من باب من أعان ظالما سلطه الله. 

و هذا الكلام ليس خيالا كما أنه ليس كلاما في الرقائق و الأخلاق بل هو كلام سياسي مهم ينبغي أن يدرسه الفاعلون و أولو الأمر بالعالم الإسلامي و يتحسبوا له لأنه لابد أنه سيأتي هنا او هناك مهما طالت الأيام "و كل آت قريب".