لما حد يأمل ان غزة (اللى هى اصغر من امبابة ومحاصرة من كل الجهات ولا تجد قوت يومها) تقهر إسرائيل (الجيش 11 على العالم) وأن المقاومة الفلسطينية في غزة تحرر فلسطين فهو إنسان لا يستحق أن نناقشه أو نذيع آرائه.. أنا زرت غزة ومشيت فيها على قدمى وأرونى المحاور التى تدخل منها إسرائيل فى هجوم برى فتعجبت لأنها أرض جرداء لا جبل فيها ولا زرع ولا اى مانع طبيعى فهى أرض سهلة مسطحة.. وقلت فى نفسى در معجزة إنهم بكل مرة يصدوها ويمنعوها من الدخول.. هذا أولا.
أما ثانيا .. فتعبير قواعد الاشتباك هو كلام إعلامى سواء صهيونى او عربي أو غيره وهو لا معنى له بشأن ما يحدث أما ما يحدث فهو يفسره ويحدده مفهوم "الردع" وهو احد المفاهيم المهمة فى علم الاستراتيجية العسكرية فعلى السادة المحللين اللى بيكتبوا تحليلات عميقة على مصطبة الفيس بوك ضد حماس ان يدرسوا علم الاستراتيجية العسكرية جيدا اولا ثم يتعمقوا فى دراسة مفهوم الردع ومعاييره وشروطه وتطبيقاته وبعدها يستمروا فى اتحافنا بتحليلاتهم العلمية العميقة جدا ضد حماس.
أما ثالثا.. فأروني تجربة عسكرية وأمنية واحدة ناجحة لحركة إسلامية غير حماس فى أي قطر أو إقليم.. أم اللي مش عاجبهم تجربة حماس يتوقون أن تتكرر التجربة العسكرية لداعش سوريا والعراق او قاعدة العراق والصومال ومالي أو طالبان باكستان.
ورابعا.. لما أنتم شطار كده وعارفين ما تسمونه بـ "قواعد الاشتباك" ما تقولوا لنا لماذا ضربت حماس الاتوبيس بصاروخ كورنيت بدلا من ضربه بصاروخ أر بي جي اللى هو اخف وزنا وأرخص ثمنا واكثر عددا عندها فى الغالب؟؟!!؟؟!!ولماذا لم تضربه بصاروخ كاتيوشا اهو مداه أبعد من الكورنيت ومصنع محليا ورخيص وكثير؟؟ فهناك بدائل أرخص واكثر توفرا .. فلما اختارت الكورنيت بالذات وأعلنت هذا؟؟ ضربت بالكورنيت وأعلنت عن ذلك للردع، وقد فعل هذا السادات فى الدقائق الأخيرة من حرب أكتوبر 1973 فبعدما اتفق على وقف اطلاق النار ووثق الامر بوساطة وضمان امريكا وحددوا الموعد بالساعة فقبل حلول الموعد بنصف ساعة أطلق صاروخين من طراز سكود على تعزيزات إسرائيلية كانت تمر بالمضايق فى وسط سيناء وأطلقهما من القاهرة (حسبما أتذكر) وكان هدفه ان يعلن للجميع أن هذا النوع من أسلحة الردع أملكه فلا تفكروا بأى تلاعب.
فحماس هنا هدفت لردع أى هجوم بري شامل لأنه بامتلاك الكورنيت ستحدث مذبحة للدبابات الاسرائيلية.
وأخيرا.. هذه التعليقات والمعارضات بشأن حماس والمقاومة فى غزة هذه الأيام أرى أنها تعكس حالة من انعدام العلم ممزوجة بمكابرة تمنع ليس فقط من قول لا أعلم وإنما أيضا مكابرة تمنع من الصمت.. فأقول لهم أين عملكم بقوله تعالى (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)..؟؟؟!!؟!!
وفعلا .. العقل زينة كما فى المثل المصري السائر.