تحليل عام لخطاب أردوغان أمام نواب حزبه حول مقتل جمال خاشقجى

بقلم عبد المنعم منيب | 23 أكتوبر, 2018
أردوغان ومقتل جمال خاشقجى
أردوغان ومقتل جمال خاشقجى

كثر اللغط والأخذ والرد بشأن خطاب رجب طيب أردوغان اليوم أمام نواب حزب العدالة والتنمية فى البرلمان التركى حول مقتل الصحفى السعودى جمال خاشقجي، وما يجب فهمه جيدا بعيدا عن كثرة الأخذ والرد الكثير بلا طائل هو أن تركيا مارست تدرجا فى الضغط السياسى على المملكة العربية السعودية بشأن مقتل الصحفى السعودى المعارض جمال خاشقجي عبر التسريبات وغيرها لفترة طويلة منذ 21 يوما وحتى الآن بصبر ومكر ودهاء وبلغ هذا الضغط احد ذرواته اليوم فى خطاب رجب طيب أردوغان ، وأتت هذه الضغوط بنتيجة سابقا وهى ان السعودية اعترفت بالجريمة بعد انكار واعتقلت 18 من المنفذين وعزلت سعود القحطانى وأحمد العسيري.

إذن فهذا التدرج هو تكتيك جربته تركيا وأتى بنتائج كبيرة ومهمة، لذا تستمر تركيا بالتدرج فى الضغط لأن إعلان الأدلة سيكون آخر ورقة تلقى على مائدة الصراع، وكما بالمثل المصرى السائر "لوح بعصا العز ولا تضرب بها".

وهذا كله إذا قررت تركيا إلقاء الورقة الأخيرة على المائدة أصلا، إذ ربما تلبى المملكة العربية السعودية مطالب تركيا/أردوغان قبل الإفصاح عن هذه الورقة وبشرط عدم إعلانها، وفى السياسة فليس المهم الإعلان وإنما المهم هو تحقيق الأهداف.
اما من يلمحون لأن تركيا لا تملك أدلة وإلا لأعلنها أردوغان اليوم فهم سذج.