تفاصيل عن جلسة مجلس الأمة لإصدار قانون تنظيم الأزهر بعهد عبد الناصر

بقلم عبد المنعم منيب | 23 أكتوبر, 2018
الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

كتبت كتابى خريطة الحركات الاسلامية فى 2008 ونشرته وقتها ثم طورته فى العام التالى الى كتابى المشهور حاليا (دليل الحركات الاسلامية فى مصر) ونشرته عبر مكتبة مدبولى بالقاهرة يناير 2010 وكان فى الكتاب فصل عن الأزهر الشريف وذكرت فيه (ضمن أمور كثيرة) تفاصيل عن جلسة مجلس الأمة لإصدار قانون إعادة تنظيم الأزهر رقم 603 الذى اصدره جمال عبد الناصر وذكرت فيها رواية فتحى رضوان وأن عددا من مجلس قيادة الثورة حضروا الجلسة وهددوا أعضاء مجلس الأمة ومما قيل ماقاله السادات: (كانت فى 23 يوليو ثورة والذين حاولوا الوقوف أمامها ديسوا بالأقدام واليوم ثورة جديدة وسيصاب الذين يقفون أمامها بنفس المصير).

وقد وردتنى رسائل من أكثر من باحث يسألنى عن مصدر هذه التفاصيل، وللأسف فإنى بعد كتابة فصل الأزهر وكذا فصل الصوفية حذفت الهوامش التى بها المصادر لأنى نشرتها أولا كمقالات صحفية بجريدة مصرية عام 2008، كما كنت اعتمدت على كتب كثيرة نصفها كان مستعارا من زميلين، ولذلك كله لم أتذكر مصدر تفاصيل الجلسة من أى كتاب نقلتها لاسيما وأن السؤال جاءنى بعد عدة سنوات من الكتابة وظللت أخمن وأتصل بأصحاب الكتب ولم أصل لشيء.

وبحثت فى كتابين كليهما نوع من المذكرات تأليف فتحى رضوان ولم أجد ما كتبته فى بحثى وبحثت بكتب كثيرة عن الأزهر ولم أجد شيئا، ومر على ذلك نحو ثلاث سنوات أو أكثر ومنذ دقائق كنت أبحث عن شيء بتاريخ مصر الحديث فوقع أمامى كتاب هو رسالة دكتوراه بكلية سياسة جامعة القاهرة تأليف ماجدة على صالح بعنوان (الدور السياسى للازهر 1952-1981) فقلت أبحث المسألة فيه فوجدت أنى ناقل أغلب تفاصيل الجلسة منه ووجدت عليها علامات بالقلم الرصاص بخطى عند الأماكن التى نقلت منها وذلك ص 137 (ط مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة 1992 ط أولى) وراجعت مصدرها الذى نقلت منه فوجدته رسالة ماستر د. رفعت سيد أحمد وهى منشورة بعنوان (الدين والثورة والدولة) ولدى نسخة منها فراجعتها فوجدت بقية التفاصيل (بل كلها) موجودة فى ص 240-241 لكن الطبعة التى عندى هى الطبعة الثانية الصادرة عن الدار الشرقية بالقاهرة عام 1989 وانا نقلت عنها فى كتابى بينما يبدو أن د. ماجدة نقلت عن الطبعة الأولى الصادرة عام 1985.
والمفاجأة الاخيرة هى أن رواية فتحى رضوان المذكورة ليست منقولة من أى تصريح منشور له وإنما من مقابلة شخصية أجراها معه د. رفعت أثناء إعداده بحثه للماستر.
فالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه.
إذن فالرواية حتى الآن وقفت لها على  مصدرين هما فى رسالة ماستر د . رفعت وهى رواية فتحى رضوان وطبعا قوية لانها نوقشت فى رسالة الماستر بكلية سياسة القاهرة وفتحى رضوان كان حيا فلم ينكرها ثم الماستر منشور منه طبعتان على الاقل و لم ينكر أى من الأحياء الآخرين وهم بالمئات، ثم المصدر الثانى مضابط جلسة مجلس الأمة وأشار لها رفعت فى رسالته المذكورة، وهى مضابط رسمية او وثيقة تاريخية رسمية معتمدة.
وقد ذكر فتحى رضوان (لكن باختصار ما) حضور قادة مجلس قيادة الثورة للجلسة ومعارضة مجلس الأمة فى مذكراته المنشورة بعنوان (نصف قرن بين السياسة والأدب) وهى فى طبعة دار الهلال، القاهرة 1998، ص 184 الى 188، وذكر "لفظ ديس بالاقدام" وغيره من تفاصيل المعارضة الشعبية والتهديد المضاد للمعارضة الذى قام به أعضاء من مجلس قيادة الثورة.