دراسة علم أصول الفقه للمبتدئين

بقلم عبد المنعم منيب | 1 أغسطس, 2018
كتاب الواضح فى أصول الفقه
كتاب الواضح فى أصول الفقه

يسأل كثير من الأخوة حول ماهو الكتاب الذي يبدأ به طالب العلم الشرعى دراسته فى علم أصول الفقه، وكنا فى ما مضى منذ أكثر من 35 عاما ينصحنا إخواننا الأكبر منا بالبدء بكتاب "أصول الفقه للشيخ محمد أبو زهرة" أو "الوجيز فى علم أصول الفقه للدكتور عبد الكريم زيدان" وانتشر جدا الأخير وقتها حتى أن طبعاته تعدت وقتها العشر طبعات ولكن عندما درست الكتابين (وغيرهما طبعا) وجدت أن الكتابين لا يختلفان عن بعضهما فى شىء غير أن الشيخ أبا زهرة كشخص هو أكبر علما وأسبق تأليفا.

والكتابان يتبعان التقسيم والتبويب المعتاد لهذا العلم عند الأحناف صحيح أن كليهما يذكر بداخل الأبواب والأقسام والمباحث المختلفة رأى الجمهور عند اختلاف الجمهور مع الأحناف ولكن أصل تأليف الكتاب هو تأليف حنفى وهذا من شأنه أن يحدث إرباكا ما عند طالب العلم عندما يؤسس نفسه على التقسيم والاصطلاح الحنفى لعلم أصول الفقه ثم بعد ذلك يواصل الدراسة لمراجع أخرى أوسع قليلا بينما هى تتبع تقسيم واصطلاح الجمهور فى علم أصول الفقه، طبعا هو أمر محتمل ويمر ولكنى اطلعت منذ سنوات على كتاب آخر صنفه مؤلفه وفقا لتصنيف وتقسيم واصطلاح الجمهور كما صاغه بأسلوب سهل ليكون كتابا للمبتدئين فى هذا العلم وهو كتاب الأستاذ الدكتور محمد سليمان الأشقر واسمه "الواضح فى أصول الفقه للمبتدئين" وهو  فيه اختصار فى مباحثه كما أنه لم يورد كل مباحث علم اصول الفقه (بعكس ابو زهرة وعبد الكريم زيدان) ولكنه سهل بدرجة كبيرة بنفس مستوى زيدان وأبى زهرة تقريبا في السهولة كما أنه سار وفق تقسيم واصطلاح الجمهور بشكل عام فيصلح كمقدمة، كما يمكن دراسة أبواب الأدلة التى أغفلها فقط من كتاب أبى زهرة أو زيدان مثل أبواب المصالح المرسلة وسد الذرائع والاستحسان ونحوها، وبعده ممكن الدخول فى كتاب مثل "مذكرة أصول الفقه للشنقيطى" ويستحسن حينئذ دراسته مع شيخ أو باحث متخصص بعلم أصول الفقه، ومع تكرار دراسة "مذكرة أصول الفقه للشنقيطى" سيحدث للدارس تمرس بالعلم وتحصيل جانب مهم من ملكته.. والله أعلم..

وممكن نستفيد فى التعليقات بآراء الأخوة والمشايخ حول تجاربهم فى دراسة علم أصول الفقه فى مستويات الدراسة المختلفة.