صراع ايطاليا وفرنسا على ليبيا عبر حفتر و السراج

بقلم عبد المنعم منيب | 6 أغسطس, 2017
حفتر و السراج
حفتر و السراج

ايطاليا تعتبر ليبيا وتونس تابعة لها.. لكن فرنسا لا توافق على ذلك وتنازعها ولكن هذا النزاع يكون دائما سلمى ولن يتطور لمجابهة عسكرية بالوكالة وايطاليا أصبحت موجودة عسكريا على الأرض فى ليبيا لمساندة السراج..

فرنسا أو حتى الولايات المتحدة لو أرادت شيئا فى ليبيا سيكون بالتوافق مع ايطاليا ورضاها.. حفتر بإيعاز من أسياده حاول أنه يخدع السراج فقابله مرة بمصر ومرة بالإمارات محاولا إقناعه بشراكة فى حكم ليبيا هى ظاهرها شراكة ولكن حقيقتها هيمنة لحفتر على حكومة فى ليبيا موجود بها السراج وطبعا السراج رفض..

وطبعا أولاد زايد يعرفون أن ذيلهم حفتر لن يمكنه أخذ ليبيا بدون احتواء السراج لأن الأخير معه إيطاليا ومن هنا شدوا فرنسا وأغروها بالموضوع واجتمع حفتر بالسراج فى باريس ووضعوا اتفاقا ..

وطبعا ظاهره لا يضمن هيمنة لحفتر على وضع توافقى جديد فى ليبيا ولكن السراج يفهم اللعبة بأنه لو اندمج مع حفتر وأعطاه الشرعية فسوف يسارع بالانقلاب عليه فى اول مناسبة ويطيح به أو على الأقل يهمشه عن الحكم تماما معتمدا على القوات العسكرية التى جمعها وجندها بأموال أولاد زايد..

ايطاليا تابعت اجتماع وكيلها (السراج) فى باريس مع حفتر باشراف ماكرون وأعلن مسئولوها أن إيطاليا لها مشروعها او تصورها لحل أزمة ليبيا وستستمر فى تنفيذها حتى اتمامها مهما كان الأمر ولكنها سترحب لو أى قوة دولية ساعدت بالحل. 

وعاد السراج من باريس إلى روما وقدم طلبا رسميا يطلب مساعدة القوات الايطالية فى مكافحة تجار البشر ومهربى المهاجرين فى ليبيا وعلى سواحل ليبيا وقبلت إيطاليا. 
لاحظوا أن السراج يمثل الشرعية فى ليبيا والمعترف بها دوليا من الأمم المتحدة والولايات المتحدة ومن ثم فالوجود الإيطالى فى ليبيا صار موافق للشرعية الدولية.. وكان رد حفتر أنه قعد يبعبع فتارة يعلن أنه أعطى أوامره للجيش الوطنى الليبى بضرب أى وجود أجنبى فى ليبيا بالقوات الجوية والبحرية.. الخ وتارة يسير مظاهرات فى المناطق التى يسيطر عليها تهاجم ايطاليا.. لكن فى النهاية ايش هايفيده فمستحيل فرنسا أو حتى أمريكا تقاتل ايطاليا فى ليبيا من أجله أو حتى تمده بسلاح ليضرب جنود إيطاليا بليبيا وأقصى شيء ممكن يعملوه أنهم يضغطوا لإدخال حفتر فى عملية سياسية شاملة فى ليبيا ليكون هو أحد مفراداتها بجانب بقية مفردات القوى الليبية الموجودة على الأرض وبأسلوب لا يسمح لحفتر ومن معه بالهيمنة ولا بإمكانية الانقلاب عسكريا على العملية تاليا.
وبشكل عام فالصراع كله متعلق بالطمع فى نفط ليبيا سواء من قبل إيطاليا أو فرنسا أو الإمارات وغيرهم.