من ذكرياتى مع كتب التاريخ والسيرة وجامعة القاهرة

بقلم عبد المنعم منيب | 2 يونيو, 2017
جامعة القاهرة
جامعة القاهرة

عندما كنت فى كلية الآداب بجامعة القاهرة فى قسم التاريخ كان المنهج مكون من 11 مادة وبحثين كل عام، البحثان فى التاريخ، اما المواد فكانت 8 أو 7 مواد فى التاريخ والباقى لغة عربية وانجليزية (فى التاريخ أيضا) ومواد مساعدة هى اقتصاد واجتماع وجغرافيا سياسية واقتصادية وعامة وعلم سياسة، وكان هناك أساتذة كثر تكون موادهم دسمة جدا خاصة فى تخصصات التاريخ القديم والحديث والمعاصر والوسيط بينما الإسلامى كانت درجة عمق وجودة المادة بحسب مستوى الأستاذ ومستوايات الأساتذة فى التاريخ الاسلامى كانت متفاوتة وأغلبهم كانوا ضعافا وقتها وإن كان مر على عدد من كبارهم وأبرزهم كما قلت فى مقالات سابقة هو الدكتور محمد بركات البيلى.
مواد التاريخ هكذا كثيرة لأنه تخصص وليس دراسة عامة.
ومع هذا كنا نجلس كثيرا بمكتية الكلية ومكتبة الجامعة ونقرأ مراجع كثيرة ولا نكتفى بالمقررات فضلا عما فى مكتبتى الشخصية أصلا والقراءات الحرة التى أتيحت لى فى بعض سنوات الاعتقال الكثيرة.

وبشكل عام ففى الجامعة من يرد أن يتعلم فإنه يستغل اساتذة الكليات ومكتباتها ليتعلم ومن يزهد فى العلم فانه يحقر الكليات ومناهجها ولا يدرك قيمة الفرص العلمية التى تتيحها ويضيع وقته فى الكافتيريا أو الحديقة.

وفى مرة كان معى كتاب "البداية والنهاية" فقرأته كله ومرة ثانية عرض على أحد الأخوة شراء كتاب الكامل لابن الأثير فقلت له لا ليس معى نقود ثم قلت له هاته أقرأه فأعطاه لى فأتممته كله، ومرة ألح على أخ أخر أنه يبيع لى كتاب "قصة الحضارة" لديورانت فظللت أرفض وهو يلح وفى الآخر أحضره واشتريته فقرأت أغلبه كما قرأت كل ما فيه عن تاريخ المسلمين، وذات مرة صدرت طبعة جديدة لكتاب بدائع الزهور فاشتريته وقرأته كله وكذا تاريخ الجبرتى.

وذات مرة ناقشت دكتور تاريخ إسلامى حول التاريخ الاجتماعى والاقتصادى الإسلامى فلفت نظرى لكتاب حسن إبراهيم حسن "تاريخ الاسلام" وهو أربع أجزاء ضخمة فاشتريته وقرأته واشتريت كتابه عن الدولة الفاطمية وهو ضخم ايضا وقرأته، وفى مرة قررت أن أقرأ كل ما تطوله يدى من كتب السيرة خاصة المراجع الأساسية (قبل الانترنت والـ pdf) فقرأت سيرة ابن كثير لثانى مرة والألبانى وسيرة ابن هشام والرحيق المختوم ومجموعة كتب سيرة توفرت وقتها ولا أذكرها الآن..
أكتب هذا الكلام الآن لئلا يظن أحد من مقالى السابق أنى أرفض كثرة القراءة والتعلم ولكنى أميز بين المتخصص أو طالب العلم وبين الانسان العادى أو الداعية الصغير وبين الباحث، فلا نثقل الإنسان العادى أو الداعية الصغير أو المبتدىء بالإلحاح عليه ليقرأ المجلدات الكثيرة بينما هو مطحون بالعمل لكسب لقمة عيشه، وانما يتبع المنهج الذى أشرت إليه بمقالى المذكور.