القمة الأمريكية العربية الإسلامية فى الرياض بين ترامب وملك السعودية سلمان

بقلم عبد المنعم منيب | 23 مايو, 2017
الرئيس الامريكى ترامب مع ملك السعودية
الرئيس الامريكى ترامب مع ملك السعودية

سألنى أكثر من صديق عن رأى بوثيقة حماس وسألنى غير واحد عن رأى فى القمة الأمريكية العربية الإسلامية فى الرياض بين ترامب وسلمان وآخرين، لكنى لا أهتم بالكتابة عن هذه الأمور الجزئية لأنى أتمثل دائما قول الشاعر العربى:

من كان أبصر شيئا أو رأى عجبا ... فإنني عشت دهرا لا أرى عجبا
الناس كالناس والأيام واحدٌ ... و الهر كالهر والدنيا لمن غلبا

وبعيدا عن تقعرات السياسيين وتنظيرات المتفلسفين فإننى لا أفهم واقع العالم الإسلامى بل وكل دول ما يسمى بالعالم الثالث سوى أنها محتلة من قبل قوى النظام الدولى الذى أنشأته أوروبا المسيحية على أنقاض قوة الامبراطورية العثمانية التى كانت إسلامية، فمنذ تدهور قوة العثمانيين وبقية الممالك الإسلامية فى آسيا وأفريقيا وطرد المسلمين من الأندلس نسقت الممالك الأوروبية المسيحية هجومها على كل أرجاء العالم الاسلامى وإحتلال كافة أرجائه ورسخت نظاما لهيمنتها الدولية على العالم الإسلامى منذ القرن الـ18 الميلادى وأسمته "النظام الدولى" تختلف الوجوه الأوروبية من أسبانيا والبرتغال إلى بلجيكا وهولندا وايطاليا إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا وأخيرا إلى الولايات المتحدة وروسيا والناتو ولكن الهيمنة واحدة إنها الهيمنة الأوروبية المسيحية على دول العالم الإسلامى.
التحليل السياسى الماركسى أطلق علي هذه الهيمنة اسم الإستعمار الجديد أو الامبريالية أو الإستعمار الإقتصادى، وهناك تحليلات لعلماء اجتماع واقتصاد غير ماركسيين سموها التبعية وأخذوا يسوقون النظريات لما أطلق عليه "نظريات الاستقلال والتبعية".
ومن هنا فأى حدث يجرى فى الدول الإسلامية لابد أن يفهم فى هذا الإطار، وما لم نفهم هذا الإطار جيدا فلن يمكننا فهم ما يجرى من أحداث فهما صحيحا، ولن يمكننا فهم مفردات الواقع والتعامل معها بشكل وأسلوب صحيح.

وفى هذا الإطار لا تتعجب من مبدأ الرئيس الأمريكى ريجان عن وجوب أن تضمن الولايات المتحدة استقرار واستمرار حكومات علمانية فى المنطقة من باكستان وحتى المغرب، ولاتستغرب من تصريحات كل ساسة أوروبا والولايات المتحدة عن وجوب أن يكون نظام الحكم القادم فى سوريا حكما علمانيا (إذا انتصرت الثورة)، فالمنطقة الإسلامية تابعة لهم وهم من يحددون نظمها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية وأنساقها الثقافية والأخلاقية، وعلى الجميع الانبطاح لهذه الهيمنة وإلا فهو سيواجه نظام الهيمنة الدولية (المسمى بالنظام الدولى وما يتبعه من قانون يسمى بالدولى) مواجهة ساخنة أو باردة، سواء كان معارض الهيمنة هذا عقلانيا أو متهورا أو مُتَلَكَّأ أو متسرعا.