حول علاقة الأسباب الدنيوية بالمفهوم الصحيح للتوكل على الله

بقلم عبد المنعم منيب | 16 مايو, 2017
التوكل على الله
التوكل على الله

يجادل الكثيرون لاثبات أن تهورهم أو تقصيرهم فى الأخذ بالأسباب هو من باب التوكل على الله وأن الله لم يطلب منهم أكثر من التمسك بالدين والثبات عليه وفقط ثم يأتى التوفيق أو النصر، وهذه الدعاوى ليست جديدة بتاريخ الأمة الإسلامية إذ أن كل متواكل رفعها من قبل عبر الـ15 قرن التى هى عمر الأمة المحمدية، ومن تراث المتواكلين السابقين يجتر المتواكلون المعاصرون ما يظنون أنه حجة لهم، ولذلك نستدعى نحن أيضا من تراث علماء أهل السنة أحد الردود القوية على دعاوى المتواكلين حيث يقول الإمام ابن قيم الجوزية (أشهر تلاميذ شيخ الاسلام ابن تيمية) ردا على المتواكلين: 

(وقد «ظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين يوم أحد» .

ولم يحضر الصف قط عريانا، كما يفعله من لا علم عنده ولا معرفة.

واستأجر دليلا مشركا على دين قومه، يدله على طريق الهجرة.

وقد هدى الله به العالمين، وعصمه من الناس أجمعين، «وكان يدخر لأهله قوت سنة» وهو سيد المتوكلين.

وكان إذا سافر في جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد والمزاد وجميع أصحابه، وهم أولو التوكل حقا.
 وأكمل المتوكلين بعدهم هو من اشتم رائحة توكلهم من مسيرة بعيدة، أو لحق أثرا من غبارهم.

فحال النبي صلى الله عليه وسلم وحال أصحابه محك الأحوال وميزانها. بها يعلم صحيحها من سقيمها.) أ.هـ

هذا من كلام الامام ابن القيم عن التوكل على الله فى كتاب "مدارج السالكين شرح منازل السائرين فى مقامات اياك نعبد واياك نستعين" للامام ابن قيم الجوزية ج٢ ص١٣٤-١٣٥.

وهذا الرد من ابن القيم يوضح أن الأحذ بالأسباب بأقصى ما يمكن هو سنة النبى محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو وصحابته الكرام، وقد أمرنا القرآن وأحاديث النبى صلى الله عليه وآله وسلم باتباع سنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين، ومن هذا الحديث النبوى "فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ".