المصريون في القاعدة من هم؟ و أين هم؟

بقلم عبد المنعم منيب | 11 نوفمبر, 2008
أيمن الظواهرى مع أسامة بن لادن
أيمن الظواهرى مع أسامة بن لادن

المصريون في القاعدة من هم و أين هم و ما هو مصيرهم؟

سؤال عاود الاطلال برأسه بعدما شنت طائرات أمريكية بدون طيار صباح يوم الجمعة الماضي عدة موجات من الغارات بالصواريخ على ما قيل أنه معاقل لمنظمة القاعدة و حركة طالبان الأفغانية في منطقة وزيرستان الباكستانية، و قد ادعت مصادر الأمن الباكستاني أن 33 شخصا تم قتلهم في هذه الغارات و من بينهم أبو جهاد المصري مسئول اعلام القاعدة. و أبو جهاد هذا حسب مصادر القاعدة هو محمد خليل الحكايمة، و هو أحد قادة الجماعة الاسلامية المصرية، لكنه انشق عنها احتجاجا على مبادرة وقف العنف، لكن مصادر القاعدة حتى الآن لم تؤكد و لم تنف مقتل الحكايمة، و هو ماقد يشير إلى عدم صدق اشاعة مقتله التي أطلقها الأمن الباكستاني. و لم يكن خبر مقتل الحكايمة هذا الوحيد الذي يعيد فتح ملف المصريين في القاعدة لأنه في الشهور الثلاثة الأخيرة جرى الاعلان عن مقتل سيف العدل و أبي خباب المصريين. فمن هم المصريون في القاعدة و ما هو عددهم و أين هم و ما مصيرهم و ما هو تأثيرهم في القاعدة و ما تأثيرهم على عمليات القاعدة و على مستقبل القاعدة؟

أيمن الظواهري هو الاسم الذي يقفز للذهن فور ماتسمع الأذن كلمة المصريون في القاعدة، لكن في الحقيقة هناك العديد من الأسماء المصرية التي لعبت أدوارا في تأسيس و ادارة القاعدة تساوي في أهميتها دور أيمن الظواهري بل تتفوق عليه احيانا، فإذا كان أيمن الظواهري هو الذي أقنع أسامة بن لادن بالفكر الجهادي فإن الذي شيد بناء القاعدة حقيقة من البداية و حتى صارت ملء السمع و البصر في العالم كله هو المصري أبوعبيدة البنشيري، و اسمه الحقيقي على أمين الرشيدي و كان أمين شرطة بالشرطة المصرية و مدرب مصارعة بنادي الشرطة بالقاهرة و كان يقيم في حي عين شمس بالقاهرة و كان عضوا في مجموعة نبيل المغربي القيادي المشهور و أحد مؤسسي تنظيم الجهاد المصري الذي اغتال السادات بقيادة محمد عبد السلام و عبود الزمر، و قد اعتقل أبوعبيدة البشيري مع نبيل المغربي و عبود الزمر اثر اغتيال السادات عام 1981م و ظل في السجن حتى أفرج عنه مع أيمن الظواهري و آخرين عام 1984م، و سافر بعدها لأفغانستان حيث قاتل في صفوف الأفغان و اكتسب خبرات عسكرية واسعة بالاضافة لخبراته السابقة في تنظيم الجهاد المصري، حتى قيل ان خبراته صارت تعادل خبرات لواء جيش، و قد قاد العديد من المعارك الكبرى ضد الجيش السوفيتي في أفغانستان و ظن الروس أن قائد المعارك عسكري محترف برتبة جنرال، و قيل أن الصحف الروسية كتبت أن جنرالا مصريا يقود هذه المعارك الكبرى.

و عندما سعى بن لادن لتأسيس القاعدة عام 1987م بايعاز من "الظواهري" و "أبي عبيدة البنشيري" نفسه أوعز "بن لادن" لـ "أبي عبيدة" بتأسيس منظمة القاعدة على النحو الذي جرت عليه الأمور و من المعروف أن "بن لادن" كان يترك كل أمور الادارة التنظيمية و العسكرية لعلي الرشيدي (أبو عبيدة البنشيري).

وظل أبوعبيدة يقود القاعدة في أفغانستان ثم في السودان و قاد حروبها في أفغانستان و الصومال و اليمن كما قاد أعمالها الاقتصادية الزراعية في السودان إلى أن غرق عام 1995م في بحيرة فكتوريا بكينيا أثناء أحد رحلاته لبناء قواعد لمنظمة القاعدة في افريقيا.

ثاني قائد تنفيذي للقاعدة بعد أبي عبيدة البنشيري هو أبو حفص المصري الذي خلف البنشيري في قيادة القاعدة منذ مقتله واسمه الحقيقي "صبحي أبوسته" و هو مهندس زراعي مصري من مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة بمصر، و عمل كضابط احتياط بالجيش المصري برتبة ملازم أول، ثم سافر إلى أفغانستان في المنتصف الثمانينات و شغل منصب الرجل التالي لأبي عبيدة البنشيري في قيادة القاعدة حتى 1995م عندما أحال له "بن لادن" كل صلاحيات أبي عبيدة بعد موت الأخير.

بعكس أبي عبيدة لم يكن أبوحفص عضوا في تنظيم الجهاد المصري كما لم يكن معروفا لأجهزة الأمن المصري قبل اشتهاره دوليا كقائد عام لقوات تنظيم القاعدة، بل تخبطت الأجهزة الأمنية الدولية و المصرية و كذلك و سائل الاعلام بشأنه و لم يتمكنوا من تحديد اسمه الحقيقي إلا بعد تخبط و فترة من الزمن، بل إن الكثير من وسائل الاعلام و على رأسها الـ "بي بي سي" التي مازالت تصفه بـ "محمد عاطف" و جريدة "الشرق الأوسط" و غيرها ممن يصفون "أبا حفص" بأنه ضابط شرطة سابق، و طبعا تحديدنا الصحيح لشخصيته جاء عبر مصادر القاعدة نفسها و ليس عبر الأمن أو الاعلام.

و أصقل "أبوحفص المصري" خبراته القتالية من خلال التدريب في معسكرات الأفغان و خوض المعارك الكبرى ضد الجيش السوفيتي في أفغانستان و كذلك من خلال الدورات العسكرية المكثفة التي نظمتها القاعدة لقواتها و قادتها في فترات مختلفة، و كما وصفت "أباعبيدة" بأنه جنرال فإن القاعدة تصف "أباحفص" أيضا بأنه جنرال لكنه كان أكثر حزما و شدة من أبي عبيدة في ادارته للقاعدة. و إذا كان أبوعبيدة قاد قوات القاعدة أثناء معاركها الكبرى في أفغانستان ضد الروس و في الصومال ضد الأمريكان فإن أبا حفص عندما قاد قوات القاعدة نفذت هذه القوات عدة عمليات مسلحة حول العالم منها قصف مقر القوات الأمريكية في فندق باليمن بصاروخ أرض أرض في منتصف التسعينات، و دعم عمليات القاعدة في البوسنة و الشيشان، و نسف السفارتين الأمريكتين في كينيا و تنزانيا عام 1998م، و قصف المدمرة الأمريكية "يو اس اس كول" في خليج عدن عام 2000م، كما كان قائدا عسكريا عاما للقاعدة ابان قصفها لبرجي التجارة في 11 سبتمبر 2001م في نيويورك، و ظل قائدا لقوات القاعدة حتي قتله قصف الطائرات الأمريكية في نوفمبر 2001م أثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان.

شددت القاعدة اجراءاتها الأمنية بعد غزو الناتو لأفغانستان فلم يعد من المستطاع تحديد شخصيات شاغلى المناصب العليا في القاعدة بعامة و في جهازها الأمني و العسكري بخاصة، و لكن من الشائع أن "سيف العدل" هو الذي تولي القيادة العامة لقوات القاعدة و تخبطت بشأنه وسائل الاعلام و العديد من أجهزة المخابرات الدولية بما فيها الأمريكية، فتارة يقولون هو عقيد الصاعقة المصري "محمد مكاوي" و تارة يقولون هو "مصطفى أبو اليزيد" زوج ابنة "أبو الوليد المصري"، و لم يحسم الأمر الا عندما زعمت القوات الباكستانية في 12-8- 2008م السابق أنها اغتالت "مصطفى أبواليزيد" (سيف العدل) في اشتباكات مع القاعدة و طالبان على الحدود الباكستانية الأفغانية، و في تكذيب عملي أذاعت شبكة القاعدة الاعلامية "سحاب" تسجيلا لفيديو في سبتمبر 2008م مؤرخ بأغسطس يظهر فيه "أبو اليزيد" حيا، و مصطفى أبواليزيد من محافظة الشرقية بمصر، واحتل رقم 14 في الأمر التنفيذي رقم 13224 الذي وقعه الرئيس بوش في 23 سبتمبر 2002 باسم "سيف العدل"، وهذا الأمر التنفيذي ينص على تجميد أرصدة المنظمات والأفراد الذين تربطهم علاقات بالإرهاب، وبه الآن 219 بين جماعات، وهيئات، وكيانات، وأفراد ممن يشملهم الأمر التنفيذي ، واحتل أيضا رقم 15 بنفس القائمة باسم "الشيخ سعيد مصطفى محمد أحمد".

و كان قد أشيع أن سيف العدل يقود عمليات القاعدة العسكرية حول العالم من داخل طهران، و قد سئل الظواهري عن ذلك فامتنع عن الاجابة بالنفي أو الاثبات، و هذا مفهوم من أجل الحفاظ على أمن "سيف العدل"، لكن من المؤكد (حسب مصادر القاعدة) أن لا أحد من قادتها يعمل من داخل ايران لأن ايران تمنع ذلك تماما.

"أيمن الظواهري" المصري الذي يتربع على قمة الهرم القيادي بالقاعدة تاليا لـ "بن لادن" هو الذي أقنع "بن لادن" بالفكر الجهادي بعدما كان "بن لادن" مواليا للأسرة المالكة السعودية، كما انه هو الذي أقنع بن لادن باستراتيجية القاعدة الحالية نفسها، و هو صاحب الكاريزما الجهادية العالمية الآن حتى لقبه الجهاديون بحكيم الأمة، و رغم ذلك كله فإن "الظواهري" ليس هو المنظر السياسي و الاستراتيجي الأول للقاعدة بل هو ناقل للفكر السياسي و الاستراتيجي الذي وضعه زملاؤه من القادة الجهاديين و مجادل مدافع عن هذا الفكر و ربما يطور فيه قليلا، و لكن من المثير أن نعلم أن المنظر السياسي و الاستراتيجي الأول للجهادين الاسلاميين حاليا هو أبو مصعب السوري و يليه في المهارات الاستراتيجية أبو الوليد المصري، و لأن أبا مصعب سوري فهو خارج عن موضوعنا هذا، و لكن لابد أن نتكلم عن توأمه المصري أبي الوليد المصري. أبو الوليد المصري صحفي مصري عمل لفترة طويلة في صحيفة خليجية بالكويت، و كان في بدايته ناصريا، و لكنه مع مرور الوقت توجه للتدين و بعدها سافر لباكستان في أواخر الثمانينيات و انضم للقاعدة عند نشأتها لأنه كان في أفغانستان قبل نشأة القاعدة بأكثر من ثلاث سنوات و لم ينضم للجهاد المصري مثله في ذلك مثل أبي حفص المصري، و كان في سن الأربعين عندما وصل بيشاور أول مرة للمشاركة في الجهاد الأفغاني بعدما كان قد شارك في مقاومة اسرائيل في جنوب لبنان ضمن صفوف منظمة فتح الفلسطينية ابان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982م.

قاد "أبو الوليد" عددا من معسكرات القاعدة في أفغانستان و لعب دورا بارزا في التوعية و التوجيه السياسي و الاستراتيجي بالقاعدة، كما أنه عارض ضربات 11سبتمبر، لكن بعض مصادر القاعدة تقول أنه لم يعارضها إلا بعد احتلال أفغانستان و انما كان موافق قبلها، و على كل حال ففي بعض وثائق القاعدة التي كشفت عنها الولايات المتحدة بعد الغزو يقول أبو الوليد في مراسلة لـ "سيف العدل" عندما كان كان الأخير يقود حرب القاعدة في الصومال ضد الأمريكيين "ضع قواعدك في الجبال، وتحرك في كل مكان، واقتلوهم حيث ثقفتموهم، وتوسع في ارهاب المدن وبث الالغام على الطرقات، واستخدم كل ما يمكن من اسلحة الحرب الخفية من الاشاعة الى السموم الى الخنق الى التفجير الى الهجوم الصاعق على أهداف صغيرة، وكن زئبقيا لا تدعهم يمسكونك او يحددون مكانك او يجروك الى مواجهة عسكرية، املأ عليهم الفضاء مثل الهواء أي تكون موجودا وغير مرئي»، و من الشائع الآن أن أبا الوليد ضمن مجموعة من قادة القاعدة مسجونة في إيران بعدما تسللوا لها بلا إذن من الحكومة الايرانية بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان نهاية عام 2001م.

و من الوجوه المشهورة أيضا من المصريين في القاعدة مدحت مرسي السيد عمر (55 عاما) المعروف إعلاميا باسم أبو خباب المصري خبير المتفجرات و الكيماويات الذي قتلته الولايات المتحدة بقصف صاروخي بواسطة طائرات بدون طيار في28 يوليو الماضي، و هو مهندس كيميائي تخرج من كلية العلوم جامعة الاسكندرية، و كان له علاقة مع تنظيم الجهاد المصري في مصر قبل السفر لأفغانستان لكنه في أفغانستان اندمج اكثر مع القاعدة، و قد نعاه أيمن الظواهري فقال: "أزف اليكم نبأ استشهاد الصديق فضيلة الشيخ ابي خباب المصري ورفاقه الابرار"، و قد درب أبو خباب الآلاف من الجهاديين العرب و الآسيويين و الأوروبيين و الأفارقة على استخدام المتفجرات و الأسلحة الكيماوية و الجرثومية و السموم عبر عشرين عاما تقريبا في معسكرات الجهاد المصري و القاعدة في أماكن مختلفة من باكستان و أفغانستان.

و ممن قتلوا مع أبي خباب في الغارة إبراهيم و هو الابن الأكبر لأحد مشايخ القاعدة المشهوريين و هو أبو الفرج اليمني (محمد عيد إبراهيم شرف) المسجون حاليا في مصر بعدما تسلمه الأمن المصري من دولة الامارات عام 2002م، و قد نعاه الظواهري فقال"مضى الاخ الكريم المربي إبراهيم، ابن الشيخ ابي الفرج المصري فك الله أسره".

كما تضم قائمة المطلوبين الأمريكية زوج ابنة أبو الفرج أيضا وهو أبو محمد المصري، ويعرف باسم عبد الله أحمد عبد الله و هو مصري أيضا في أواخر الثلاثينات من العمر.

وكان مسؤولا عن معسكرات التدريب في أفغانستان ومن ضمنها معسكر الفاروق بالقرب من قندهار، وهو مطلوب ايضا لعلاقته بتفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا و تنزانيا ويعتبر أبو محمد المصري من أوائل المؤسسين لتنظيم «القاعدة»، و يعتقد أنه الآن بين صفوف مقاتلي القاعدة في أفغانستان.

و أما مجموعة قادة القاعدة الموجودة في سجون إيران فأبرز من تضمه من المصريين هو محمد الشقيق الأكبر لخالد الاسلامبولي قاتل السادات، و لقد كان محمد من القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية المصرية لكنه استقال منها لعدم موافقته على مبادرة وقف العنف و انضم للقاعدة لكنه قبض عليه عندما تسلل من القصف الأمريكي عبر الحدود الايرانية و هو مسجون هناك حتى الآن.

و يأتي "ثروت صلاح" شحاته تاليا في الشهرة لمحمد الاسلامبولي، و هو محامي كان من قادة الجهاد المصري و نظم مجموعة معارضة لانضمام أيمن الظواهري لمنظمة القاعدة، حيث عارضوا إعلان الحرب على أمريكا و أصروا على تركيز الحرب على نظام الحكم المصري فقط، و أعلنوا أن تنظيم الجهاد المصري مستمر باستراتيجيته القديمة و قيل وقتها أن "د.هاني السباعي" المقيم كلاجئ سياسي في لندن يؤيد توجه "ثروت"، و لكن "ثروت صلاح" دخل إيران بجواز سفر إيراني مزور باسم "على أكبر" بعدما هرب من الغزو الأمريكي، و بعد فترة قبض عليه و ما زال قابعا في السجن منذئذ و حتى الآن.

أما بقية مجموعته من قادة الجهاد المصري المعارضين للانضمام للقاعدة فكان أبرزهم كل من "طارق أنور"، و "نصر فهمي".

أما "طارق أنور" فكان مسئول لجنة العمليات العسكرية الخاصة في تنظيم الجهاد و عضو مجلس الشورى بالتنظيم و قد حوكم عسكريا غيابيا في قضية العائدون من ألبانيا بالقاهرة ، و صدر ضده حكم بالسجن 15 عاما لكنه قتل أثناء مقاومته للغزو الأمريكي على أفغانستان في نوفمبر عام 2001م.

و كان "نصر فهمي" مسئولا عن اللجنة المالية في الجهاد المصري كما تولى قيادة العديد من معسكرات التدريب في أفغانستان، و كان عضوا في مجلس شورى الجهاد المصري و كان تزوج أرملة نزيه نصحي راشد الذي فجر نفسه في موكب اللواء حسن الألفي وزير الداخلية الأسبق، و صدر الحكم بالسجن المؤبد على نصر فهمي في قضية العائدون من ألبانيا غيابيا، و لكنه قتل مع عدد من أفراد أسرته و زملائه في قصف أمريكي استهدفه هو شخصيا في نوفمبر 2001م بأفغانستان.

و هناك النقيب السابق بالجيش المصري أبو خالد و اسمه عبد العزيز الجمل كان من قادة القاعدة العسكريين و كذا من قادة الجهاد المصري و قد تسلمته مصر عام 2004 من اليمن.

أما اللغز الذي تثور حوله تساؤلات كثيرة فهو عقيد الصاعقة المصري "محمد مكاوي" الذي اختفى منذ عام1996 في باكستان و البعض يرجح أنه استغل زواجه من باكستانية و علاقاته القوية بالباكستانيين للتخفي في أرض القبائل، و هو من قادة القاعدة المتميزين عسكريا، لكنه كثير الاختلاف مع بن لادن بشأن القرارات العسكرية، و في المنتديات الجهادية الآن تخمينات بأنه مشارك في الحرب الدائرة الان في أفغانستان، و هو امر غير مستبعد على من كان مثله.

و إذا كان "مكاوي" في أقصى الشرق في أفغانستان فإن زميله عقيد الصاعقة المصري أيضا و العامل بالمارينز الأمريكي سابقا العقيد على أبو السعود يقبع في سجن بأمريكا بعد الحكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب قيادته لجهاز التدريب العسكري و الأمني بالقاعدة في التسعينيات و بسبب دوره في التخطيط لتفجير سفاراتي أمريكا في كينيا و تنزانيا رغم أنه يحمل جنسية أمريكية و متزوج من أمريكية.

و من السجن الأمريكي إلى السجن المصري حيث يقبع أشهر مسئول اعلامي للقاعدة و هو "أبو مصعب رويترز" (الشيخ نجاح) ابن الجيزة الذي قاد الجهاز الاعلامي للقاعدة عدة سنوات قبل أن يسلمه الأمريكان من باكستان إلى مصر عام 2004م، و أبو مصعب مقطوعة احدى ساقيه و يرى بعين واحدة نتيجة لاصابته في الحرب مع الروس في أفغانستان في منتصف الثمانينيات، مما جعله متفرغا للجهاز الاعلامي للقاعدة حتى أطلقوا عليه رويترز القاعدة. و المصريون بالمئات بل ربما بالآلاف في القاعدة.

الجيل القديم كان يأتي أغلبه من الجهاد المصري و قلة ممن لا ينتمون لتنظيمات و قلة أخرى من الجماعة الاسلامية لكن القاعدة شهدت نزوحا عاما إليها من الجماعة الاسلامية المصرية منذ اعلان الجماعة لمبادرة وقف العنف، ثم شهدت نزوحا أخر إليها من جميع التنظيمات اثر الغزو الأمريكي لأفغانستان، و الآن يذهب مئات الشباب من المصريين في باكستان و العراق إليها لا سيما بعد غزو العراق، و لن نعلم إلا أسماء من ستشهرهم الأحداث مثل أبي أيوب المصري الذي خلف الزرقاوي في قيادة القاعدة بالعراق بعدما كان شابا مغمورا في معسكرات الجهاد المصري في اوائل التسعينات، و حتى أبو أيوب لم يعلن أي طرف عن اسمه الحقيقي حتى الآن.

و كما تخرج جنرالات القاعدة الأوائل من مدرسة الحرب السوفيتية الأفغانية، و مدرسة الحرب الأمريكية الصومالية، فإن جنرالات جدد من القاعدة يدرسون الآن في مدرسة الحرب الأمريكية العراقية في العراق، و مدرسة الحرب الأمريكية الأفغانية في أفغانستان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشر هذا الموضوع في جريدة الدستور المصرية الورقية و في مدونتى القديمة بتاريخ 11 نوفمبر 2008.