جانب من العوامل المؤثرة على رؤيتنا لدور تركيا والسعودية في سوريا

بقلم عبد المنعم منيب | 17 فبراير, 2016
تدمير حلب
تدمير حلب

عندما كتبت متوقعا دخولا بريا تركيا سعوديا بسوريا او دعما للثوار بسلاح ثقيل متقدم ومضادات جوية مؤثرة، انما كنت احلل ما يجب ان يكون في ضوء توجه معلن تركي حريص على امنه القومي وسعودي/خليجي مماثل خاصة ان بأحد الجلسات الخاصة بين الولايات المتحدة وقادة الخليج قالت لهم أمريكا اننا لا نفعل شئ لايران وانما ايران تتحرك ونحن سياستنا عدم التدخل او التورط وبعدها قال الخليجون: هل انتم تسكتون عن عربدة ايران لانها كشرت لكم عن انيابها؟ اذا سوف نبرز لكم اظافرنا لتروا على ماذا نحن قادرون.

وبعدها انطلقت عملية عاصفة الحزم على اليمن.

وفي نقاش مماثل بشأن سوريا قالت أمريكا للخليجين انتم لم تفعلوا شيئا بسوريا وتريدون منا ان نتدخل نيابة عنكم.

فكل هذا اعطاني رؤية ان الوقت شبه مواتي لتدخل تركي/خليجي لحفظ امنهما القومي، رغم انني على يقين أن كلا من الخليج وتركيا لا يتمردان ابدا على النظام الدولي الذي تقوده أمريكا ولا يخرجان عن خطوطه الحمراء ابدا، لكني شعرت بوجود هامش للتحرك لهما، فضلا عن أني سبق وقلت ان تركيا والسعودية ستبكيان دما لو تركا ايران تنجح في سوريا والعراق، ووقتها غضب السعودي الوحيد على صفحتى والغى الصداقة.
هذا كله عن سبب كتاباتي السابقة عن التدخل المرتقب او المتوقع او المنتظر.

وتبين أمس ان تركيا لا تريد دخولها هي والسعودية وحدهما بل مصممة على مشاركة أوروبية غربية وهذا يدل على انها تأكدت من رفض أمريكا المشاركة.
الامر الاخر هو ان استدعاء او تحريك قوى أخرى لتخفيف الضغط العسكري المعادي هو سنة شرعية كما فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم بغزوة الخندق، اذ أرسل مستطلعا موقف يهود و غطفان وذلك لتلمس طرق تزعزع صف قوات قريش ثم عرض أن يدفع مالا لغطفان، وسرب معلومات لقريش ويهود توقع بينهما الخلاف بهدف تفكيك حلفهما.

والشاهد الأهم في هذا كله هو ان النبي صلى الله عليه واله وسلم سار في ذلك التحرك كله خلف بوصلة السنة الربانية الكبرى وهي سنة التدافع بين القوى المختلفة (ولولا دفع الله الناس بعضهم لفسدت الارض) فهو يستدعي ويغذي هذا التدافع، وربما قوله لأبي بصير بعد الحديبية "ويح أمه مسعر حرب لو كان معه رجال"، يلمح لنفس البوصلة أيضا لكن بطريقة اخرى.