لماذا لا نواجه أنفسنا ونتغلب على هزائمنا؟

بقلم عبد المنعم منيب | 25 يناير, 2016
مشاهد من مضايا بسوريا
مشاهد من مضايا بسوريا

أشعر بأن هناك حالة نفسية منتشرة بيننا وهي حالة الهروب من مواجهة أخطاءنا وإخفاقاتنا السياسية والاستراتيجية و أي من عوامل القصور في أنفسنا، تلك العوامل والأخطاء التي تسببت في حالة الهزيمة والهوان التي حلت بأغلب الحركات الإسلامية السنية وبالتالي تعيشها الأمة الإسلامية الآن.

و من هنا فكلما ذكر كاتب أحد أخطاءنا نجد أننا ندافع وندفع النصيحة أو التقييم بدعوى الظروف الصعبة والضغوط والمؤامرات والخيانة والغدر، فإن رد علينا الناصح او كاتب التقييم بأن حزب الله و الحوثيين حققا نجاحات قالوا: هؤلاء شيعة وتساندهم إيران وهم عملاء لأمريكا وإسرائيل فإن قال لكن حماس وأردوغان نجحا رغم انهم ليسوا من الشيعة ولا عملاء ردوا: لا، هم متهاونون او متنازلون أو الأمرين معا.

وهكذا ندافع عن هزيمتنا وأخطاءنا وكأنه لا أحد في العالم تحاك المؤامرات ضده غيرنا، ولا أحد مستهدف غيرنا، ولا أحد يمارس الصراع السياسي تحت الضغوط غيرنا، ونرفض أن ننتفع بدروس سياسية واستراتيجية من ما تفعله إيران وحزب الله لأنهم شيعة ومن حماس والجهاد الفلسطيني لأنهم متهاونون بالتعامل مع الشيعة وغيرهم، ونرفض التعلم من أردوغان لأنه متهاون وعميل لامريكا وإسرائيل وعلماني.

ونعزف عن دراسة ما فعلته وتفعله باكستان وماليزيا وكوريا و الصين أيضا بسبب خلافات الفكر والعقيدة، وكأن الدين يأمرنا بمثل هذه العزلة الغريبة، وكأن النبي صلى الله عليه وأله وسلم لم يسن لنا منهج المقارنة بشكل عام ومع المتفوق بشكل خاص والانفتاح على كل مفيد عندما قال(هممت ان انهي عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم وفارس يصنعون ذلك فلا يضر اولادهم)، وعندما قال (لو كان الايمان بالثريا لتناوله رجال من الفرس) وعندما أرسل مجموعة من صحابته صلى الله عليه واله وسلم الى جنوب بلاد الروم لتعلم صناعة المنجنيق وأمرهم ان يتعلموها كأهلها، وعندما أمر صحابيا بتعلم اللغة السريانية ليترجم له وعندما أمر اسرى بدر بتعليم أطفال المسلمين الكتابة وعندما قبل اقتراح سلمان الفارسي بحفر الخندق وعندما استعان صلى الله عليه وآله وسلم في هجرته بمرشد وثني.. إلى غير ذلك مما يشهد ويثبت أن العلم والحكمة ضالة المؤمن.. لا أن نرفض العلم والحكمة بذرائع شتى، ونعجب بل نفتخر بفشلنا ونمجده شأننا في ذلك شأن كل ديكتاتور مستبد لا يقبل تغيير ولا تطوير ويتغنى بفشله وهزائمه زاعما أنها أمجاد وإنجازات.