أريد الكتابة منذ أكثر من سنة عن موضع الخلل في الحركة الإسلامية المعاصرة و لكن لا أجد وقتا وكنت أظن أن الأمر يحتاج سلسلة مطولة من المقالات تتحول إلى كتاب أو بحث رصين ولكن خطرت لي فكرة الآن وهي أن الخلل الأساسي والجوهري في الحركة الإسلامية المعاصرة يمكن تلخيصه بالأساس في أمرين:
الأول-أن قادة الحركة الإسلامية يفتقرون للقدرة على التفكير الاستراتيجي فلا واحد منهم درس الاستراتيجية الشاملة وأكثرهم لم يدرسوا السياسة كعلم وكتطبيق، نعم يوجد بداخل كل حركة أساتذة سياسة و لكنهم ليسوا في القيادة فضلا عن أن مناهج الجماعة تتكبل تفكيرهم و تصيبه بالجمود بل والتكلس، كما انه لا يوجد في أي من الحركات مفكرون استراتيجيون لا في القيادة ولا في الساقة (المقصود الاستراتيجية الشاملة و العليا و ليس العسكرية).
الثاني-هو ضعف الرقعة التي تمثل الركيزة الاجتماعية للحركات الإسلامية فهذه الركيزة نحتاج لزيادتها كما ونوعا والزيادة في النوع هي الأهم لاننا توجد بيننا وبين خصومنا فجوة علمية سواء في العلوم الاجتماعية أو الطبيعية، وهذه الفجوة عميقة خاصة بعد دخول العالم في الثورة الصناعية الثالثة (الالكترونيات والاتصالات والبرمجيات والفضاء والهندسة الوراثية) لا سيما وأنهم يحجبون عنا أكثر أسرار التكنولوجيا والعلوم المعاصرة المهمة والحساسة.