هل الاسلاميون معزولون عن الواقع؟

بقلم عبد المنعم منيب | 12 سبتمبر, 2015
تويتر و فيس بوك
تويتر و فيس بوك

في بداية دخولي الفيس بوك في عام 2007 (و أيضا تويتر بعده بسنوات) كان معظم من عندي على الصفحة هم من الصحفيين أو معارضين سياسيين لنظام مبارك من غير الاسلاميين فكانوا يكتبون باستمرار عن الأحداث الجارية و يضعون صور صحف اليوم أو برنت سكرين لمواقع اخبارية على مدار الساعة للأخبار المهمة أو الأخبار المثيرة التي يريدون لفت الانتباه او التعليق عليها او السخرية منها ، فكانت قراءتي لصفحتى الرئيسية تعطيني فكرة سريعة عن أهم الأخبار ، لكن بعد ثورة 30 سونيا كثير منهم عمل لي بلوك أو أنا عملت له حذف و أصبح أغلب من عندي هم من الاسلاميين المعارضين لنظام سيادة الزعيم.. فأصبحت صفحتى الرئيسية معزولة عن مصر و العالم كله فلا أجد خبرا واحدا منقولا أو حتى مشتوما عند أي من الـ(4000) اللي اتابعهم .. كل ما يكتبونه هو انطباعتهم الشخصية و خواطرهم و أفكارهم المطلقة و المجردة و المعزولة الى حد كبير عن الأحداث الآنية.. لم أفتح الويب منذ أمس حتى للحظة و لم أعلم خبر محلب ثم أقلب الصفحة الآن فلا واحد كتبه او نقله أو حلله من أغلب الـ(4000) اللهم الا صديقي الدكتور Hany Taha و هو قال كلمة مجملة لا يفهمها الا من قرأ الخبر في مكان آخر.. أما من لا يعلم الخبر فلن يفهم كلمته و لن يعلم منه شيئا.. هذا الأمر له دلالة خطيرة و عميقة فهو يدل على ما حذرت منه منذ عشرين عاما  من أن أبناء الحركة الاسلامية يعيشون داخل ذواتهم و لا يخالطون الواقع و بالتالي لا يتمكنون من مراعاة متطلباته.

ربما يكون البعض عازفين عن النشر و المناقشة حول الخبر نفسه جريا لما وراء الخبر أو تعاليا عن تفاصيل يعلم الجميع أن لا أهمية لها في المآل و لكن الاتجاه العام فيه أيضا مسحة ما من العزلة عن الواقع أيا كانت أسبابها، و هو أمر جدير بمزيد من الدراسة و البحث.