هل أحدث سلمان بن عبد العزيز انقلابا في بيت آل سعود

بقلم عبد المنعم منيب | 29 أبريل, 2015
الأمير محمد بن نايف ولي عهد السعودية الجديد
الأمير محمد بن نايف ولي عهد السعودية الجديد

إزاحة مقرن بن عبد العزيز من ولاية عهد السعودية رغم أنه دوره في ولاية العهد حسب القاعدة التي كان معمولا بها منذ موت عبد العزيز ال سعود و حتى فجر اليوم و تعيين محمد بن نايف يعني الآتي:

-تمكين الجناح السديري من السلطة و حتى إشعار آخر.

-البدء لأول مرة في نقل السلطة إلى أحفاد عبد العزيز ال سعود لكن دون قاعدة محددة و واضحة هذه المرة لأن محمد بن نايف ليس هو أكبر الأحفاد سنا ..

فما هي قاعدة تداول السلطة الجديدة التي أقرها أو سيقرها آل سعود لتداول السلطة بينهم كل في دوره بحيث يكون كلهم راضون عنها؟

هناك ظواهر جديدة إلى حد كبير في هذا التداول هذه المرة من حيث إقصاء من عليه الدور "مقرن" و أكيد مقابل ترضية ما و لكن ماذا عن تقديم محمد بن نايف على متعب بن عبد الله و متعب هو الأكبر سنا (فضلا عن تقديم محمد بن سلمان على الجميع رغم أنه مازال في أول الثلاثينات) هنا إقصاء غير معتاد في السابق .. و هو خطر لأن آل سعود إنما سيطروا على الجزيرة العربية كلها بالسيطرة بأواصر المصاهرة مع كافة قبائلها الكبرى و القوية و كل ابن أو حفيد من سلالة عبد العزيز ينتمي أخواله إلى أحد كبرى القبائل فلو غضب أحد أبناء أو أحفاد عبد العزيز لغضب لغضبته قبائل كبرى برجالها و سلاحها و من ثم فوحدة المملكة مرتبطة بوحدة سلالة عبد العزيز فلو انقسموا لانقسمت قبائل الجزيرة كلها.

في الماضي و حتى تولي سلمان كانت قاعدة تولي الملك مرتكزة على تولية الأكبر من أولاد عبد العزيز و حتى عندما قدم عبد الله ابنه متعب في العديد من المناصب و رتب لتوليه بعد مقرن كان بذلك يسير على القاعدة باعتبار أن متعب أكبر الأحفاد و أن الأبناء قد فنوا أو طعنوا بالسن بشكل لم يعد معه من الممكن توليتهم بعد نهاية عهد مقرن مستقبلا فينتقل الى تطبيق نفس قاعدة الأكبر سنا على الأحفاد فيكون متعب أول المتولين لمنصب الملك من الأحفاد.

اليوم سلمان بن عبد العزيز يغير تغييرا كبيرا بتقديمه محمد بن نايف كأول حفيد لعبد العزيز كي يتولى الملك بعده و يضع بعده محمد بن سلمان ذا الـ 33 عاما !!!

فما هي ملامح القاعدة الجديدة التي يرسخها سلمان لتداول المنصب في العائلة؟

أول ملمح هو اعتماد الإكراه و القدرة القائمة على السيطرة على مفاصل الدولة لنقل السلطة لمن شاء مع قدر كافي من الترضية للمقصى كي لا يخرج غضبه عن السيطرة ...

و هذا موجود في النموذج الكويتي في نقل الإمارة لكن الكويت أصغر من السعودية و قبائلها أقل و أضعف..

 إقصاء مقرن الذي من المؤكد تم مع حصوله على ترضية مالية كافية ليس خطرا كبيرا لأنه ليس له كبير صلة بقبائل الجزيرة لأن أمه ليست من قبائل الجزيرة بل هي يمنية و يقال أنها "أمة" بينما لما تم إقصاء متعب من ترتيب ولاية العهد (على عكس ما كانت عليه النية منذ نهايات عهد عبد الله)  لم يتمكن سلمان حتى هذه اللحظة من إقصاءه من منصب رئيس الحرس الوطني و هو القوة العسكرية الأكبر في المملكة (تعداد القوات المسلحة السعودية 70 ألفا بينما الحرس الوطني 150 ألفا) و هو منصب لم يكن يتولاه منذ فترة طويلة غير ولي العهد.

أكيد هناك ملامح عديدة أخرى للآليات التي اعتمدها (أو سيعتمدها فيما بعد) جناح السديرية لتداول الملك و قصره عليهم مع إقصاء و ترضية بقية الأجنحة من سلالة عبد العزيز أو اقتسامه بشكل ما مع الباقين و أيا كانت هذه الملامح فهي في مجملها إما ستكون انقلابا بإحكام سيطرتهم و منع الباقين من أي رد فعل و يشمل ذلك ترتيبات لاحتواء القبائل ذات الصلة بالباقين من آل سعود ممن سيبعدوا عن الملك ، و إما هناك ترتيب ما سيقنع المبعدين من آل سعود بالصمت و عدم المعارضة ، و بالتالي تسكت قبائلهم ...

وإما الثالثة و هو فشل الأمرين السابقين فتختلف القبائل و تتنازع و تنشأ معارضة للحكم القائم مرتكزة على قبائل قوية و يدعمها أمراء البيت السعودي الذين تم اقصائهم و هذه قد تكون لها درجات مختلفة من أول المعارضة الاعلامية و السياسية و حتى القتال المسلح و تمزق وحدة المملكة... فأي من هذا سيحدث ؟؟؟

طبعا كل المصريين سيسألون و ما تأثير ذلك على مصر؟؟ و العرب سيسألون ما تأثير هذا على دولهم؟؟

و هذه قصة أخرى..