كنا في العمل الإسلامي منذ نعومة أظافرنا ندرس ثلاث تجارب تاريخية باعتبارها نماذج للحركات الناجحة التي ينبغي الاستفادة من سلبياتها و ايجابياتها و هي حسب ترتيب أهميتها عندنا وقتها:
-حركة الاخوان المسلمون.
-حركة الخميني و ثورته.
-حركة لينين و ماوتسي تونج.
بينما اخوننا في حركة إسلامية أخرى (و هي حركة لها وزنها و تأثيرها في وقتها) و هي الجماعة الاسلامية كانوا يدرسون أيضا:
-حركة الاخوان المسلمون.
-حركة الخميني و ثورته.
فقط .. اذ لم ينفتحوا على التجربية الماركسية ربما بسبب الحاجز النفسي الناتج عن العداء للماركسية و تحقيرها.
و في خارج مصر في بيشاور و نحوها اهتم الجهاد المصري و القاعدة بدراسة ما كتبه أبو مصعب السوري عن التجربة السورية (التي انتهت بأحداث حماة) بجانب أنهم في معسكراتهم توسعوا في دراسة التجارب العالمية في حروب العصابات باعتبارها تخدم الاستراتيجيات التي تبنوها وقتها.
لقد نشأت جماعة الاخوان و قبلها الماركسية و بعد الاخوان ظهرت الثورة الايرانية ومنذ نشأة كل من ذلك انكبت مراكز البحوث الأوروبية و الأمريكية و أجهزتهم الاستخباراتية على دراسة هذه الحالات و تشريحها تشريحا كاملا كي تفيد صانع القرار عندها بشأنهم.
و طبعا الآن استجدت تجارب ناجحة عديدة كل منها نجح في جوانب ما و اخفق في أخرى و أكيد يدرسها الدارسون الآن و هي حزب الله في لبنان و تجربة ايران في الحكم و تجربة تمددها في المنطقة و تسلحها و تجارب حماس و الجهاد الفلسطيني في فلسطين و الحوثيين في اليمن و تنظيم الدولة في سوريا و العراق و الثورة السورية و مكوناتها و أنصار الشريعة في اليمن و العشرية السوداء في الجزائر و تجربة البشير في حكم السودان و تجربة الفلول في مصر و تونس و اليمن في العودة للحكم أو لصدارة المشهد..الخ.
الشاهد من ذلك كله أن أبرز الحركات الناجحة أيا كانت عقيدتها هي تاريخ يملكه كل الدراسين و ينبغي مواصلة دراسته للاستفادة من ايجابيات تجاربه و تجنب سلبياتها ، و لا يملك صاحب تاريخ أن يقول هذه حركتي و هذا تاريخي فلا تتعرض له.. و تجربة الاخوان المسلمون (في مصر و تونس و ليبيا و اليمن و كل مكان) ليست استثناء فسوف يواصل الدارسون و الباحثون دراستها و تقيمها و الاستفادة منها و لا يحق لأي أحد (بما في ذلك الاخوان) أن يقول لا تدرسوا و لا تتعلموا من هذه التجربة لأنها ملكنا أو لأن وقت الدراسة لا يناسبنا و هي ملكنا.. و ذلك لسبب بسيط هو أننا ندرس الاخوان لأنفسنا و ليس للإخوان.