حكاية الفكر التغريبي في العالم الاسلامي بكل وضوح

بقلم عبد المنعم منيب | 24 مارس, 2015
محمد عبده
محمد عبده

كنت ساعات أقعد أحلل و أنظر و أسود صفحات عديدة في ظاهرة معينة ثم يجئ صديق عمري أبو أحمد و يهدم هذا كله في كلمتين و يقول لي الأمر مش كده دول عملاء و بتوع  مصلحتهم و الحكاية لا فيها تفكير و لا أفكار و لا وجهات نظر و لا حاجة، أحيانا أجد كلامه صحيحا و أحيانا كنت أخالفه، لكن في الأغلب كلامه يكون صحيحا ، و هذا ما أجده الآن سبيلا صحيحا لتحليل العديد من الظواهر السياسية و الفكرية الراهنة ، فمسألة الغزو الفكري ، سُودت فيها كتب و أبحاث و ندوات كثيرة و درسناها في شبابنا كجزء من مناهج التثقيف السياسي و كتب فيها عمالقة الفكر الاسلامي الحديث كسيد و محمد قطب و على جريشة غيرهم كما كتب كتاب كبار آخرين فيها كجلال كشك و عالم جليل كحامد ربيع و لكن أنا الآن بعدما عايشت الكثير من رموز النخبة المثقفة و قرأت التاريخ و المذكرات الشخصية العديدة يمكنني القول باطمئنان شديد أن المدخل الصحيح لتحليل هذه الظاهرة هو مدخل أبو أحمد "انهم عملاء و أصحاب مصالح و تعاملوا مع العدو لتحقيق مصالحهم الشخصية" ..

فالاحتلال الغربي احتل العالم الاسلامي بالحديد و النار و جند عدد من أبناء العالم الاسلامي .. فهذا  للتغريب في الدين كمحمد عبده و تلامذته الأزهريين في مصر و هذا للتغريب في السياسة كسعد زغلول و من تلاه من النخبة السياسية في مصر و هذا للتغريب المجتمعي كقاسم أمين و من تلاه من النخبة الثقافية كما جندوا طلعت حرب و من معه للتغريب الاقتصادي و جندوا الحكام لفرض هذه الرموز ثم خلفائهم على المجتمع و الدولة بالحديد و النار و قتل و سجن كل من تسول له نفسه تبيان فساد هذه الأفكار و الدعوة للاسلام فقتلوا حسن البنا و من تلاه من رموز العمل الاسلامي كسيد قطب و غيرهم و سجنوا البعض منهم كبديل للقتل..

كل رموز الفكر التغريبي من أبناء جلدتنا لم يدرسوا الاسلام ثم حادوا عنه اقتناعا بضعفه و بقوة الفكر التغريبي و لكنهم أصحاب مصالح حادوا عن الاسلام من أجل مصالحهم الدنيوية و لذلك لا أحد منهم يصمد في مناقشة علمية أمام رمز اسلامي عميق الفهم و لا يقبلون بمثل هذه المناظرات بل هم يلجأون لتصفية الوجود الاسلامي بالحديد و النار بينما يغلفون حديدهم و نارهم بشعارات الفكر التغريبي ليوحوا للجهلة أن لديهم فكرا علميا صحيحا بينما يرفضون دائما اعطاء الحرية للفكر الاسلامي الصحيح لينازلهم و يلجئون للقضاء عليه بالسلاح كما فعلوا مع حسن البنا و سيد قطب و غيرهما في كل البلدان العربية فضلا عن الاقصاء لكل فكر اسلامي بالقوة عن الساحة الاعلامية و السياسية و الفكرية و الثقافية و الاقتصادية.

هذه هي كل الحكاية.