عبود الزمر الزعيم الجهادي لم يخرج من السجن منذ تولى مبارك الحكم

بقلم عبد المنعم منيب | 13 أغسطس, 2009
عبود الزمر في قفص المحكمة في قضية اغتيال السادات
عبود الزمر في قفص المحكمة في قضية اغتيال السادات

رجل وصفته أجهزة الاعلام في أول اهتمام به بأنه الرجل الغامض أو الرجل اللغز أو رجل الأسرار, حيكت حوله الكثير من الحكايات بعضها حقيقي و أكثرها كان من قبيل الأساطير, لكن رغم أنها جميعها لم تكن تعكس الحقيقة في أكثر الحالات إلا إنها عكست شيئا آخر هو تلك الأهمية و ذلك الاهتمام الذي لم ينفك عن شخصية ذلك الرجل لأكثر من عقد من الزمان, و ليست هذه هي الصفة الوحيدة التي لصقت بمقدم المخابرات الحربية السابق عبود الزمر لفترة من الزمن لكنه تم وصفه أيضا بانه أب روحي و رمز لتيار من تيارات الاسلام السياسي هو التيار الجهادي، ذلك التيار الذي لم يكن في يوم من الأيام أقوى التيارات الاسلامية و إن ظل في كثير من الأوقات هو الأعلى صوتا بين هذه التيارات بسبب طبيعته الفكرية والتنظيمية. 
عبود عبداللطيف حسن الزمر من مواليد قرية ناهيا بمحافظة الجيزة في 19 أغسطس عام 1947, التحق بالكلية الحربية عام 1965 و تخرج منها في الدفعة 51 عام 1967 عقب النكسة مباشرة, و انخرط في شعبة الاستطلاع بجهاز المخابرات الحربية و هو برتية ملازم أول، و شارك في عمليات خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف و حرب أكتوبر 1973 و قد حصل على ترقية استثنائية في ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر 1973 فترقى إلى رتبة نقيب بسبب جهوده في العمليات, حصل على العديد من الدورات المتخصصة منها فرقة الصاعقة و فرقة المظلات و فرقة رؤساء استطلاع اللواءات و فرقة استطلاع الفرق, كما شارك في العديد من عمليات التخطيط و التدريب لجهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة كلها, و في عام 1978 حصل عبود الزمر على درع القوات المسلحة و المركز الأول في تدريبات الجيش المصري و شهادة تقدير من إدارة المخابرت الحربية و الاستطلاع وكان وقتها برتبة رائد.
عبود الزمر كان هو ضابط الجيش الأرفع رتبة في مجموعة الـ 24 شخصا الذين تمت محاكمتهم بتهمة اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في خريف 1981.
و لكن ماهي قصته مع اغتيال السادات و مع تنظيم الجهاد الذي اغتال السادات؟
اتجه عبود الزمر للتدين و العمل في صفوف الحركة الاسلامية عام 1979 بتأثير من ابن خالته طارق عبد الموجود الزمر (و هو ابن عمه في نفس الوقت و شقيق زوجة عبود) و بدأ المواظبة على صلاة الجمعة بمسجد أنس بن مالك بالمهندسين ليبدأ رحلته مع الدعوة الاسلامية من خلال خطب الشيخ ابراهيم عزت زعيم جماعة التبليغ و الدعوة في مصر آنذاك, و كان مسلك الشيخ ابراهيم عزت أقرب للتصوف الصافي من حيث الاهتمام بتهذيب النفس و تقويم السلوك ليصبح الانسان مستقيما على تعاليم الاسلام بعيدا عن الاهتمام بشئون السياسة و المجتمع و مشاغلهما و لكن الطبيعة السياسية و العسكرية لعبود الزمر حالت بين عبود و بين الانخراط في هذا المسلك بالكلية فهو انما أخذ من طريقة ابراهيم عزت ما يجعل به سلوكه هو و اسرته متسقا مع تعاليم الاسلام ليرسخ بذلك مسلكه الجديد بينما توجه بفكره السياسي للبحث عن حل اسلامي للمشكلات العامة التي تمر بها البلاد , فبدأ يقرأ في تفسير القرآن لابن كثير و مجموع الفتاوى لابن تيمية ثم عرج على كتب اسلامية فكرية كان من اهمها بالنسبة له كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لأبي الحسن الندوي و "ماذا يعني انتمائي للاسلام" لفتحي يكن و "معالم في الطريق" لسيد قطب و "رسالة الايمان" لصالح سرية و "جند الله ثقافة و أخلاقا" لسعيد حوى, و في الوقت الذي اختمرت فيه لديه فكرة القيام بانقلاب عسكري ضد نظام الرئيس السادات فوجئ بطارق الزمر يعرض عليه التعرف على داعية اسلامي كثيرا ما مدحه طارق أمام عبود, هذا الداعية كان المهندس محمد عبدالسلام فرج أحد أبرز مؤسسي تنظيم الجهاد حينئذ.
و تم اللقاء فعلا في عام 1980 بين عبود و محمد عبدالسلام و أصبح عبود الزمر منذئذ أحد قادة تنظيم الجهاد الذي كان محمد عبدالسلام بصدد تأسيسه في ذلك الوقت متفرعا في ذلك عن تنظيم الجهاد الأصلي الأكثر عددا و الذي كان قد تم حله عام 1979.
ظل عبود الزمر منذ انضمامه لتنظيم الجهاد رجل الموائمات و الحلول الوسط ازاء زملائه حتى لو كان ذلك على حساب رأيه الشخصي, فقد توائم مع تسرع محمد عبدالسلام في القيام بانقلاب مسلح و إن طالبه بتوفير قدر محدد من الوسائل العسكرية و الرجال لكن مع ذلك راعي عبود أن يكون ما طلبه هو أقل ما يمكن طلبه في هذه الحالة, و اثر قرارات السادات باعتقال قادة المعارضة و الحركة الاسلامية في سبتمبر 1981 قرر محمد عبدالسلام أن يشن هجمات مسلحة ضد النظام الحاكم فرفض عبود في البداية لأن قوة تنظيم الجهاد لم تكن اكتملت بعد ثم عاد عبود الزمر فوافق على عمليات محدودة, و مع ذلك رفض عملية اغتيال السادات على أيدي خالد الاسلامبولي و رفاقه, ثم عاد عبود و وافق تحت ضغط إصرار محمد عبدالسلام على تنفيذ العملية, و بعد فشل أغلب العمليات المسلحة التي خطط لها عبود بالمواكبة مع عملية اغتيال السادات طلب أيمن الظواهري و سيد امام من عبود الزمر ايقاف كل العمليات المسلحة و الهروب خارج مصر, بينما ضغط مساعدو عبود في اتجاه السعي للقيام بالانقلاب على النظام الحاكم, فاختار عبود حلا آخر اعتبره حلا وسطا هو شن حرب عصابات محدودة ضد النظام لاسقاطه, فقبض عليه بعدها بأيام.
و في السجن قام عبود الزمر بقدر كبير من الموائمات و تقديم الحلول الوسط في علاقاته مع زملائه, كان أولها تأسيسه جبهة ضمت تنظيم الدكتور أيمن الظواهري و تنظيم سالم رحال و تنظيم الجماعة الاسلامية بالاضافة لتنظيم محمد عبدالسلام بقيادة عبود نفسه و بذا ضمت هذه الجبهة كل المجموعات الجهادية في السجن, و لكن هذه الجبهة تصدعت أكثر من مرة و كان عبود يرممها في كل مرة إلى أن انهارت تماما في نهايات عام 1983, و حينها عمل عبود من خلال جبهة جهادية اضيق لم تضم الجماعة الاسلامية و لا تنظيم الظواهري, و لكنها سرعان ما تصدعت هي الأخرى عام 1985, و عاد عبود يوائم و يوجه أتباعه للتوحد مع منظمة الظواهري التي كان مقرها الرئيس في بيشاور في ذلك الوقت, و فعلا اندمج تنظيم الجهاد التابع لعبود بنظيره التابع لأيمن الظواهري في عام 1989.
و عاد عبود الزمر ليطالب تنظيم الجهاد الجديد بالتوحد مع تنظيم الجماعة الاسلامية عام 1990, و لكن المحاولات فشلت.
وبجانب الموائمات و الميل للحلول الوسط مع الزملاء هناك ملمح هام و بارز أيضا في شخصية عبود الزمر هو اصراره على أن يظل التنظيم الذي يقوده لاعبا سياسيا هاما في الساحة السياسية بكل الوسائل.
و في هذا الصدد نلاحظ اهتمام تنظيم الجهاد منذ قاده عبود الزمر بالاعلام بعكس تنظيمات الجهاد السابقة, كما نلاحظ دور عبود الزمر نفسه في هذا المجال, و لكن اهتمام عبود الزمر بذلك أدى إلي تصدع علاقة عبود الزمر برفاقه خارج السجن و خارج مصر في تنظيم الجهاد الأمر الذي أدي في النهاية إلى انضمام عبود الزمر و طارق الزمر و عدد من مساعدي عبود في السجن إلى تنظيم الجماعة الاسلامية عام 1991 و ذلك بالمخالفة لخط تنظيم الجهاد و منذئذ صار عبود الزمر عضوا في مجلس شورى الجماعة الاسلامية كما صار طارق الزمر عضوا في لجنتها السياسية, و لقد جاء ذلك على خلفية مطالبة عبود الزمر لتنظيم الجهاد بالقيام بالمزيد من الأنشطة السياسية و الاعلامية و العمليات المسلحة داخل مصر و بينما رفض تنظيم الجهاد ذلك فقد وافقت الجماعة الاسلامية عليه خاصة ما يتعلق بالعمليات المسلحة لاسيما أن الجماعة الاسلامية كانت منغمسة فعلا في مثل هذه العمليات المسلحة منذ 1989, و قد ظن عبود الزمر وقتها أن العمليات المسلحة هي حصان طروادة بالنسبة للحركة الاسلامية ازاء النظام الحاكم في مصر.
و انتقد قادة الجهاد عبود على خطوة انضمامه للجماعة الاسلامية لأنها (حسب رأيهم) جاءت في الوقت الذي أصبح لتنظيم الجهاد في أفغانستان ما يشبه جيش صغير تم تدريبه على الأسلحة المتوسطة و الثقيلة بما في ذلك استخدام المدفعية و المدرعات و الدفاع الجوي و الصواريخ قصيرة المدى, بينما كانت الجماعة الاسلامية مازالت تسير في مسالكها القديمة في مجالات الدعوة و العمل السياسي و الاعلامي و العمليات المسلحة دون تطوير سوى قليل من التطورات التي اعتبرها قادة الجهاد شكلية.
ظل عبود الزمر يحافظ على صلات طيبة مع قادة الجهاد في السجن بعدما انقطعت علاقاته بتنظيم الجهاد خارج السجن و خارج مصر بينما أصبح هو رجل من قادة الجماعة الاسلامية و عضو مجلس الشورى بها.
و في عام 1997 اتخذ عبود الزمر أحد أكبر قرارات الموائمة و الحلول الوسط في حياته و هو قرار مسايرة كرم زهدي في القيام بمبادرة وقف العنف, لقد كان كرم زهدي هو صانع هذه المبادرة وحده فهو الذي أقدم عليها دون اتفاق مسبق مع مجلس شورى الجماعة الاسلامية و انقسم المجلس ازاءها ما بين رافض تماما لدرجة رفض مجرد الكلام حولها و مابين متردد و ما بين مؤيد بشدة و كان الرافضون و المترددون هم الأكثر عددا و الأقوى مكانة, لكن عبود أقنع المترددين و الرافضين بطرح مفاده انه في حالة التمسك بالرفض فإن كرم سيقوم بالمبادرة بمفرده و أن كرم بمفرده سيكون أضعف في مواجهة أجهزة الأمن و من ثم فإن توحد مجلس الشورى ازاء قبول المبادرة سيعطي قوة و قدرة للمجلس لتخرج مبادرة وقف العنف بقدر أقل من التنازلات السياسية, و فعلا توحد مجلس شورى الجماعة الاسلامية ازاء هذه المبادرة و دخلوا في شد و جذب مع كرم زهدي تارة و مع الأجهزة الأمنية تارة أخرى إلى أن انتهت مبادرة الجماعة الاسلامية إلى ما انتهت اليه.
يرى الكثيرون من التيار الجهادي أن عبود الزمر يتميز بقدرة متميزة على التحليل و التفكير السياسي و الاستراتيجي بشكل عام لا سيما إذا تعلق الأمر بالشئون العامة أو الشئون الدولية لكن الكثيرين ايضا منهم يرون أنه فشل في ادارة الصراعات و الخلافات السياسية و التنظيمية داخل التيار الجهادي بعامة و في علاقته بالجماعة الاسلامية بشكل خاص, و ربما قمة الدراما في هذا المجال تظهر فيما آل إليه حال عبود الزمر الآن حيث انه هو و ابن عمه طارق الزمر الوحيدين الذين ظلا في السجن حتى الآن من المجموعة الجهادية التي تم الحكم عليها بالسجن اثر إغتيال السادات في عام 1981م و ضمت هذه المجموعة قادة الجهاد و الجماعة الاسلامية على حد سواء.
يمكن للبعض اعتبار أن هذه الدراما بدأت عندما ألقى عبود بنفسه في أتون صراع الجماعة الاسلامية مع النظام الحاكم بانضمامه لمجلس شورى الجماعة الاسلامية عام 1991 بينما كان يمكنه أن يجلس في مقاعد المتفرجين حينها فإن نجحت الجماعة الاسلامية كان سيسهل عليه أن يتواصل معها بحكم علاقاته الشخصية الحسنة بقادتها و ان انهزمت (كما حدث فعلا) كان يمكنه مقارعة الأجهزة الأمنية بحجة قوية هي أنه لم يشارك في أي عمل مسلح منذ اغتيال السادات, و يرى آخرون أن هذه الدراما بدأت عندما قرر ان يوحد مجلس شورى الجماعة الاسلامية خلف كرم زهدي في قراره باطلاق مبادرة و قف العنف, بينما رأى فريق ثالث أن هذه الدراما خلقتها محاولة عبود الزمر تعديل شروط مبادرة وقف العنف ليجعلها و كأنها اتفاقية بين أنداد.. الجماعة الاسلامية من طرف و النظام الحاكم على الطرف الآخر.. محاولا أن يحصل للتيار الجهادي برمته (و ليس الجماعة الاسلامية فقط) على حرية العمل السياسي الرسمي المعارض لنظام الرئيس مبارك, و لقد خاض عبود الزمر معارك و صراعات مع الجهاز الأمني و قادته و أيضا داخل مجلس شورى الجماعة الاسلامية, و في الحقيقة لم يكن عبود يملك أوراقا للضغط بها على الجهاز الأمني سوى الجدل و المناقشة, لكن ورقته الأقوى كانت داخل مجلس شورى الجماعة الاسلامية حيث كون جبهة قوية تناصر موقفه, و لكن تكوين مثل هذه الجبهة لم يكن نهاية المطاف إذ قبل مجلس الشورى بما فيه هذه الجبهة بأن تنقل الأجهزة الأمنية عبود الزمر و طارق الزمر و مجموعة من قادة الجهاد السابقين الذين انضموا للجماعة الاسلامية بصحبة عبود الزمر إلى العزل في سجن ليمان أبي زعبل في أكتوبر 1999 ذلك السجن الذي كان و لا يزال من أسوأ السجون المصرية في معاملة السياسيين, و جاء هذا النقل قبل ساعات من الانتخابات الدورية لمجلس شورى الجماعة الاسلامية و التي كان من المقرر ان يفوز فيها عبود برئاسة المجلس, و هذا النقل و إن كان محطة هامة في القصة الدرامية لعبود الزمر لكنها أيضا علامة هامة على فشل عبود في ادارة الصراعات و الخلافات داخل الحركة الجهادية و داخل مجلس شورى الجماعة الاسلامية لاسيما أنه منذ هذه الواقعة و الجهاز الأمني و بموافقة قادة الجماعة الاسلامية مستمر في ابعاد عبود الزمر عن أي سجن به أعضاء للجماعة الاسلامية و هذا هو سبب استمرار وجود عبود الزمر و طارق الزمر حتى الآن في سجن دمنهور على بعد مئات الكيلومترات عن أسرتهما التي تقيم بالجيزة لئلا يختلطا بمسجوني الجماعة الاسلامية في منطقة سجون طرة خاصة سجن العقرب.
و لكن لماذا يظل عبود الزمر في السجن رغم الافراج عن جميع رفاقه منذ سنوات؟
الحجة الجاهزة لدى الأجهزة الأمنية هي انه لم يكمل سنوات السجن المحكوم عليه بها, و لاشك أن هناك سبب آخر إذ لو كان الأمر هكذا لكان طارق خارج السجن من سنوات لأن طارق الزمر أتم في السجن 28 عاما بينما لم يحكم عليه سوى بـ 23 عاما!
البعض يطرح فكرة العداء الشخصي بين عبود الزمر و بين بعض القادة الأمنيين على خلفية الدور الذي لعبه عبود الزمر بشأن مبادرة الجماعة الاسلامية, و البعض يطرح فكرة الخشية من سيطرة عبود الزمر على بقايا الجماعة الاسلامية بعدما اضمحلت مكانة كافة اعضاء مجلس الشورى لدي قواعد الجماعة بعكس عبود الذي تعززت مكانته لدى هذه القواعد بسبب الاضطهاد الذي يتعرض له هو و طارق الزمر على أيدى الأجهزة الأمنية منذ أكتوبر 1999 و حتى الآن إذ إنه رغم أنه يتمتع بمعاملة حسنة في سجن دمنهور إلا أنه مازال مسجونا رغم الافراج عن جميع أعضاء مجلس الشورى كما أنه مودع في سجن بعيد جدا عن بيت أسرته بينما يقبع كافة أعضاء الجماعة الاسلامية الذين يقضون عقوبة السجن في سجن العقرب بالقاهرة.
و بسبب مكانة عبود الزمر لدى قواعد الجماعة الاسلامية فإن اسمه يتصدر قائمة مجلس إدارة موقع الجماعة الاسلامية على الانترنت و تحت اسمه نجد ايميل خاص به رغم أن سجن دمنهور غير مسموح فيه باستخدام النت او حتى الراديو الترانزستور ذي الموجة الواحدة, كما نجد اسم د.طارق الزمر ابن عم عبود و زميله في محنته بسجن دمنهور يتذيل نفس قائمة مجلس ادارة الموقع و أيضا يوجد أسفله إيميل منسوب له!
لكن هل هناك تخوف من تأثير لعبود الزمر على التيار الجهادي من الأجيال الجديدة؟
في الواقع أن هذا مستبعد جدا, فالأجيال الجديدة من الجهاديين لا تعرف عبود الزمر كما أن أيمن الظواهري تمسك منذ سنوات بصمت تام تجاه عبود و طارق الزمر بينما يذكر أسماء عدد من المعتقلين و المسجونيين من الجهاديين المصريين في بياناته المتعددة عن مصر و بعض هؤلاء الذين يذكرهم كانوا مازالوا أطفالا عندما كان عبود يخطط لاغتيال السادات, ربما يحدث ذلك بسبب أن عبود خسر قدرا من رصيده لدى الظواهري و من معه من الجهاديين عندما انضم لمجلس شورى الجماعة الاسلامية ثم خسر باقي رصيده لدى كافة الجهاديين عندما شارك في اطلاق مبادرة الجماعة الاسلامية لوقف العنف, وأيضا ربما يكون قد كسب بعض التعاطف لاستمرار سجنه و اضطهاده, لكنه على كل حال و رغم كل شئ فهو يبدو أنه مازال شخصية لها احترامها لديهم, فعندما أطلق عدة مبادرات تجاه العمليات المسلحة التي جرت في سيناء أو حتى في العراق لم تتعمد القاعدة أو أي تنظيم جهادي له صلة بالأمر أن ينتقده, بل لاذوا بالصمت كما يفعل الدكتور ايمن الظواهري, فكأنهم يقولون لن نستجيب لك فأنت لم تعد منا و لكننا نحترمك فلن نحرجك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتبت هذا الموضوع لجريدة الدستور المصرية و نُشر بعددها الأسبوعي الأربعاء 12 أغسطس 2009.