حوار مع عصام دربالة أبرز مؤسسي الجماعة الاسلامية

بقلم عبد المنعم منيب | 28 مارس, 2011
عصام دربالة
عصام دربالة

ثار في الأيام الأخيرة أكبر خلاف تشهده الجماعة الإسلامية المصرية في تاريخها و صدر بيان من مجلس شورى الجماعة يعلن فصل أبرز قادة الجماعة من جيل الوسط د. صفوت عبد الغني و تجميد عضوية احد مؤسسي الجماعة و عضو مجلس الشورى بها و هو الشيخ عصام دربالة كما أعلن التبرؤ من تصريحات عبود الزمر القائد الأشهر في الجماعة, ثم قامت لجنة للمصالحة من قادة الجماعة لتدفع المجلس إلى إصدار قرار جديد يلغي قراري الفصل و التجميد بعد نحو أسبوع واحد فقط من صدورهما , و أظهرت هذه القرارات كلها للعلن خلافا كان خافيا و إن سبق و نشرنا أهم ملامحه, حيث يدور الخلاف الذي صار صراعا حول مستقبل القيادة في الجماعة الإسلامية و دورها المستقبلي في الحياة السياسية المصرية, و كان لنا لقاء مع الرجل الأبرز في هذه المعركة و هو الشيخ عصام دربالة فكان الحوار التالي:

  • ما سبب هذه الخلافات التي جرت بينك و بين زملائك في مجلس الشورى؟

- لقد بدأنا نطرح رؤى التغيير من داخل المجلس بهدف إتمام عملية الإصلاح من الداخل منذ فترة لكن المجلس رفض و سعى للاقتصار على تغيير شكلى, و الذي انتهيت إليه هو أنني لو سكت فسوف يستمر الوضع السابق و هو وضع لا يفي بمتطلبات المرحلة الجديدة التى تمر بها مصر.

  •  ماذا تقصد بمتطلبات المرحلة؟

- الهيكل التنظيمي الحالى للجماعة هو هيكل قديم يتصف بالمركزية و متناسب مع العمل السري و العسكري بينما اليوم و نتيجة لثورة 25 يناير نجد أن مجالات العمل مفتوحة بشكل رسمى و قانوني و بالتالي فنحن نحتاج هيكل جديد قائم على انتخاب جميع المسئولين في الجماعة من أول مجلس الشورى و حتى أصغر مسئول في الجماعة لذلك دعونا جميع أبناء الجماعة لتحديد مستقبلها عبر عقد جمعية عمومية.

  •  إذن أنت تحركت خارج مجلس الشورى و حاولت حصاره بالجمعية العمومية؟

- أنا حاولت كثيرا مع مجلس الشورى دون جدوى, و ما دام المجلس لا يرتضى التطوير فلنعقد جمعية عمومية تمثل أبناء الجماعة ليحددوا مستقبل جماعتهم.

  •  برغم أن قرار تجميدك ألغى منذ ساعات فهل كنت مقتنع بهذا التجميد؟

- قرار تجميدى و فصل د.صفوت كان قرارا باطلا لأن لائحة الجماعة تنص على أن فصل العضو العادي لا يتم إلا باتفاق ثلثي أعضاء مجلس الشورى و بالنسبة لعضو مجلس الشورى فلا يتم فصله و لا تجميده إلا بإجماع المجلس و هذان القراران لم يوافق عليهما سوى أقل من ثلث أعضاء المجلس.

  •  من هم أعضاء المجلس الذين وافقوا و من هم الذين رفضوا؟

- المجلس مكون من المشايخ كرم زهدي رئيسا ثم الأعضاء ناجح إبراهيم و على الشريف و حمدي عبد الرحمن و عبود و طارق الزمر و عصام دربالة و أسامة حافظ و صلاح هاشم و فؤاد الدواليبي و رفاعي طه و عاصم عبد الماجد, و الاجتماع الذي أصدر هذا القرار لم يحضره سوى خمسة هم المشايخ كرم و على و ناجح و حمدي و أسامة و قد رفض أسامة القرار بينما وافق عليه الأربعة الآخرون, فهل هكذا يكون القراران سليمين؟ بالطبع لا, كما أن عاصم عبد الماجد سألوه عن رأيه بالتليفون فرفض القرارين, و لابد من ملاحظة أنه لا يجوز طرح مثل هذه القرارات إلا بعد التحقيق مع الأعضاء المعنيين و هذا ما لم يتم معى و لا مع د.صفوت.

  •  هل توجد علاقة بين اندلاع هذه الأزمة و بين خروج عبود و طارق الزمر من السجن مؤخرا؟

- في الواقع فإن محاولتنا و سعينا للإصلاح و التغيير مستمر منذ فترة لكن الدعوة للجمعية العمومية تصادفت مع خروج الشيخ عبود الزمر فظن هؤلاء الأخوة الذين أصدروا القرار أن هناك مؤامرة مدبرة كي نولي الشيخ عبود الزمر رئاسة مجلس الشورى و نقصي الشيخ كرم زهدي و عدد من أعضاء المجلس, و طبعا هذا غير صحيح فالشيخ عبود الزمر أعلن أنه لن يتولى مسئوليات قيادية بل هو يضع نفسه في خدمة أبناء الجماعة بدون منصب محدد.

  •  هل تراجعتم عن العمل السلمي ؟

- هذه تهمة ألمح إليها الأخوة المعارضين لخطواتنا الإصلاحية و هى غير صحيحة بالمرة, و على سبيل المثال فرسالة دكتوراه صفوت عبد الغني كان عنوانها "التعددية السياسية و تداول السلطة في الإسلام بالمقارنة بالنظم الديمقراطية" و رسالة الدكتوراه الخاصة بي عنوانها "حق المعارضة السياسية في النظام السياسي الإسلامي مقارنة مع النظم الديمقراطية", كما أن القرار الذي وصلت إليه لجنة المصالحة بإلغاء قرارى الفصل و التجميد مقابل أن أتخلى عن الدعوة للجمعية العمومية دليل على أن هذه هي حقيقة الخلاف و ليس عودة للعنف كما زعم الزاعمون.

  •  و لماذا وافقت على التخلي عن الدعوة للجمعية العمومية؟

- لأن لجنة المصالحة مقبولة من كل الأطراف و قد وافقت على طلبي بأن تتولى اللجنة بنفسها الدعوة للجمعية العمومية و تدير الانتخابات لاختيار كل قادة الجماعة و هذا يحقق أهدافنا في تطوير الجماعة و تحقيق إرادة أبناء الجماعة عبر انتخابات نزيهة, كما أنه يجعل الجماعة تتغلب على مشاكلها و تحل خلافاتها بشكل متحضر.

  • ما هي أهم القضايا التي سيتعين على الجمعية العمومية الفصل فيها؟

- ستقوم الجمعية العمومية بانتخاب قادة الجماعة بما في ذلك مجلس الشورى و بحث ما إذا كان يتعين على الجماعة إنشاء حزب أم الانخراط في أحد الأحزاب القائمة, و كذلك هل ستتقدم الجماعة بمرشحين في الانتخابات البرلمانية القادمة أم لا.

  •  من هم أعضاء لجنة المصالحة؟

- لجنة المصالحة تشكلت من كبار قادة الجماعة الرافضين لموقف البعض في مجلس الشورى الذين تسببوا في هذه الأزمة و تشكلت بغرض رأب الصدع و التمهيد لعقد الجمعية العمومية في جو من الألفة و المصالحة و يرأس هذه اللجنة اكبر مؤسسي الجماعة و هو الشيخ صلاح هاشم و معه عدد من القادة المهمين من أمثال على الديناري و حسين عبد العال و خالد إبراهيم ويدعم هذه اللجنة أحد أبرز علماء الجماعة و هو الشيخ عبد الآخر حماد كما دعمها عدد من أعضاء مجلس الشورى مثل أسامة حافظ و عاصم عبد الماجد, و قد نجحت اللجنة كما ترى.

من هو الشيخ عصام دربالة

من مواليد مدينة المنيا في 2 مارس 1957

انضم لعملية تأسيس الجماعة الإسلامية بجامعة أسيوط عام 1978 و كان وقتها طالبا بكلية الهندسة انفجرت قنبلة يدوية في يده في أحداث أسيوط في 8 أكتوبر1981 أثناء اشتباك مع الشرطة مما أدى لبتر كف يده اليمنى, و دخل السجن و حكم عليه بالسجن المؤبد (25 عاما) تحول للدراسة النظرية و حصل على ليسانس آداب في اللغة العربية عام 88 ثم في التاريخ عام 1992 ثم حصل على دبلوم الدراسات الإسلامية 1993 ثم ليسانس الحقوق 1996 ثم ماجستير القانون 1998, و يعد الدكتوراه الآن. أيد مبادرة وقف العنف منذ بدايتها لكنه كان يرفض السير في خط تأييد حكومة الرئيس مبارك الذي سار فيه عدد من قادة الجماعة, لذلك فعندما خرج من السجن عام 2006 فإنه ظل رهن الإقامة الجبرية شهران, و عندما حضر ندوة سياسية في نقابة الصحفيين هو و عاصم عبد الماجد في مايو 2007 و شارك فيها بفاعلية تم وضعه في الإقامة الجبرية مرة أخرى لمدة شهرين, كما جرى تهديده مررا بإعادة اعتقاله كان آخرها عامي 2009 و 2010.

من المعروف أنه أكثر مؤسسي الجماعة خبرة في الشئون السياسية و الإدارية و التنظيمية كما أن أكثر قادة الجماعة من جيل الوسط هم ممن تتلمذ علي عصام دربالة في السياسة و الفكر و العقيدة.